Investing.com - تشهد الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة في ظل تصاعد التوترات التجارية، والمخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل، وتضارب الرسائل القادمة من صناع القرار في الولايات المتحدة.
تباين أداء الأسهم الأمريكية يوم الخميس وسط ترقب المستثمرين لمستجدات ملف الرسوم الجمركية والتطورات في قطاع التكنولوجيا، بينما سجلت أسعار الذهب والنفط تحركات لافتة تعكس حالة عدم اليقين في الأسواق.
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه السياسة النقدية الأمريكية لاختبار جديد مع تصريحات حذرة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وقرارات عقابية من واشنطن تطال صادرات النفط الإيرانية وتزيد من ضغوط العرض.
استثمر بثقة في ظل التقلبات السوقية مع Investing Pro! احصل على تحليلات فورية لأسهم الشركات العالمية وتوقعات الخبراء حول تأثير الرسوم الجمركية وتقلبات الذهب والنفط على استثماراتك.
تباين أداء الأسواق الأمريكية وسط مخاوف اقتصادية وتصريحات متشددة من ترامب وباول
شهدت الأسواق الأمريكية أداءً متبايناً يوم الخميس بعد جلسة مضطربة في اليوم السابق، وسط ترقب المستثمرين لأي تقدم في محادثات التجارة، وهجوم جديد شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب تصريحاته القاتمة بشأن الاقتصاد الأمريكي تحت وطأة الرسوم الجمركية.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.7%، أي ما يعادل أكثر من 600 نقطة، فيما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%. أما مؤشر ناسداك المركب الثقيل بالتكنولوجيا، فقد فقد مكاسبه المبكرة لينخفض بنسبة 0.7% بعد عمليات بيع واسعة شهدها قطاع التكنولوجيا يوم الأربعاء.
جاء ذلك بعد أن شهد سهم شركة يونايتد هيلث (NYSE:UNH) انخفاضاً حاداً وصل إلى 19% في بداية الجلسة، مما ساهم في سحب داو جونز إلى الأسفل، وذلك عقب قيام شركة التأمين الصحي بتخفيض توقعاتها لأرباح العام بالكامل. وتُعد يونايتد هيلث المكون الأثقل وزناً في المؤشر الصناعي.
وكانت الأسواق قد تلقت صدمة يوم الأربعاء حين أطلق جيروم باول، خلال كلمة ألقاها في شيكاغو، أقوى تحذيراته حتى الآن بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواجه سيناريو بالغ الصعوبة في ظل ما قد تسببه هذه الرسوم من تفاقم التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. كما أشار باول إلى أن البنك لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة، مؤكداً أن المسؤولين ينتظرون مزيداً من الوضوح حول سياسة ترامب التجارية.
في السياق نفسه، تراجعت أسهم شركة نفيديا Nvidia بشكل حاد قبل تصريحات باول وبعدها، عقب تقارير عن فرض قيود أمريكية جديدة على مبيعات الشركة إلى الصين. ومع ذلك، فقد استقرت الأسهم يوم الخميس دون تغيّر يُذكر.
وتركز أنظار وول ستريت الآن على نتائج شركة نتفليكس (NASDAQ:NFLX) Netflix، التي يُنتظر صدورها بعد إغلاق السوق. وتُعد الشركة من أبرز النقاط المضيئة في قطاع التكنولوجيا المتأثر بقرارات ترامب، حيث يعقد المستثمرون آمالاً كبيرة على أدائها الفصلي.
في المقابل، أعلنت شركة تي إس إم سي TSMC – أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية بالتعاقد في العالم – عن ارتفاع صافي أرباحها في الربع الأول بنسبة 60%، متجاوزة التوقعات، بفضل الطلب القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي.
الذهب يتراجع بعد تسجيل مستوى قياسي
انخفضت أسعار الذهب يوم الخميس بعد ارتفاع حاد في الجلسة السابقة، حيث عمد المستثمرون إلى جني الأرباح قبيل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة. ومع ذلك، فإن ضعف الدولار وتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين حافظا على سعر الذهب فوق مستوى 3,300 دولار للأونصة.
وتراجع السعر الفوري للذهب بنسبة 1.2% إلى 3,303 دولار للأونصة بحلول الساعة 18:15 بتوقيت الرياض، بعد أن لامس مستوى قياسياً عند 3,357.40 دولار في وقت سابق من الجلسة. وبهذا يكون المعدن الثمين قد سجل مكاسب تقترب من 3% خلال الأسبوع. أما العقود الآجلة للذهب فقد انخفضت بنسبة 0.2% إلى 3,317 دولار.
وقال المتداول المستقل في أسواق المعادن، تاي وونغ، إن الذهب قد يشهد تراجعاً قصير الأجل بعد ارتفاعه الكبير هذا الأسبوع وقبل عطلة نهاية الأسبوع النادرة في الأسواق. وأضاف: هناك احتمال للإعلان عن اتفاق تجاري خلال العطلة، ربما مع اليابان، لكن مسار الذهب يبقى صاعداً في ظل حالة عدم اليقين والمخاوف العميقة التي تؤرق الأسواق.
النفط يرتفع لأعلى مستوى في أسبوعين
سجلت أسعار النفط ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين، وسط ضعف السيولة قبيل عطلة عيد الفصح، وذلك عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تهدف إلى تقليص صادرات إيران النفطية، مما زاد المخاوف بشأن الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 84 سنتاً، أو بنسبة 1.3%، لتصل إلى 66.69 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 92 سنتاً، أو 1.5%، إلى 63.39 دولار للبرميل.
وكان الخامان قد أغلقا يوم الأربعاء على ارتفاع بنسبة 2%، ليسجلا أعلى مستوياتهما منذ 3 أبريل، ويتجهان نحو أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع. ويُعد يوم الخميس آخر جلسة تداول في الأسبوع قبل عطلة الفصح.
وقال المحلل في يو بي إس، جيوفاني ستاونوفو، إن العقوبات الأمريكية الجديدة على صادرات النفط الإيرانية، بالإضافة إلى التصريحات المتشددة من وزارة الخزانة، تعزز المخاوف بشأن المعروض وتدعم أسعار الخام.
الدولار يتماسك واليورو يتراجع
شهد الدولار الأمريكي انتعاشاً يوم الخميس بعد فترة من الضعف أمام العملات الرئيسية، بينما تراجع اليورو بشكل طفيف بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة السابعة في عام واحد.
وقد استقر الدولار نسبياً هذا الأسبوع، متداولاً ضمن نطاق ضيق أمام العملة الأوروبية الموحدة، وذلك بعد الهبوط الحاد الذي شهده الأسبوع الماضي بفعل المخاوف من التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية وتحول الاستثمارات إلى الخارج.
وقال إريك ثوريت، محلل استراتيجيات العملات في سكوتيابنك، إن عملات مجموعة العشر الكبرى سجلت أداءً قوياً مؤخراً، لذا فإن ما نشهده حالياً هو مرحلة من التوقف المؤقت. وأضاف: وجهة نظرنا على المدى المتوسط لا تزال سلبية بالنسبة للدولار الأمريكي، وما يحدث الآن هو مجرد حركة تصحيحية.