من سيلفيا ويستول
بيروت (رويترز) - يقف شبان لبنانيون من منطقتين متحاربتين سنية وعلوية في مدينة طرابلس على خشبة المسرح لتقديم كوميديا تستلهم مفردات حياتهم في محاولة لتجاوز عداوات الماضي التي أججتها الحرب الأهلية السورية.
واكتظت القاعة بالجمهور لمشاهدة مسرحية "حب وحرب ع السطح" في بيروت الثلاثاء. وتتناول المسرحية حكاية منطقة سنية وأخرى علوية في المدينة الساحلية.
ورحب البعض بالمشروع لكن آخرين وصفوا الممثلين وهم من الطرفين بالخونة في انعكاس للتوتر اليومي بين أهالي منطقة باب التبانة السنية والعلويين الشيعة الذين يسكنون منطقة جبل محسن.
وتفاقم التوتر قبل أربع سنوات عندما نشب الصراع على الناحية الأخرى من الحدود في سوريا بين الرئيس السوري بشار الأسد وهو من العلويين وجماعات يهيمن عليها الإسلاميون السنة. وكثيرا ما يتحول التوتر إلى العنف وأحيانا يؤدي إلى سقوط قتلى.
في البداية رفض خضر مخيبر (19 عاما) التمثيل في المسرحية إلى جانب أهالي جبل محسن. ولم يتوقع قط أن يصبح له في النهاية أصدقاء من الجزء العلوي للمدينة على الجانب الآخر من شارع استحق عن جدارة اسم شارع سوريا.
وقال خضر الذي يلعب دور مخرج غاضب "بعد ما شفتهم بهيدي (بهذه) المسرحية تغيرت وجهة نظري إليهم. شفتهم إنه مثلنا مثلهم شباب أول عمرهم وهن ما عم بيشتغلوا ونحن ما عم نشتغل.. نفس الأزمة."
وصنف تقرير عن الفقر صدر عن الأمم المتحدة في يناير كانون الثاني نحو 57 في المئة من سكان طرابلس على أنهم "محرومون".
وقال علي امون (23 عاما) الذي يؤدي شخصية شاب يقع في غرام فتاة سنية مما يثير فضيحة "قبل المسرحية ما كنا نعمل شي لا شغل ولا شي قاعدين بالشارع."
ويرفع الستار عن أسطح منازل في طرابلس وسط صخب الأغاني ولعب الورق والعنف والمواعيد الغرامية السرية داخل مسرحية يجادل ممثلوها المخرج دائما.
وتصف فاطمة مخيبر (23 عاما) التي تلعب دور عائشة حبيبة امون كيف أصبح أفراد طاقم العمل بالمسرحية يتبادلون الزيارات في المنطقتين السنية والعلوية للإفطار في شهر رمضان بعد أن صاروا أصدقاء.
والمسرحية مشروع لجمعية مارش وهي جمعية لبنانية للدفاع عن الحقوق المدنية وقال مخرجها لوسيان بورجيلي إنها شكل من أشكال "العلاج بالدراما".
وعلى الأرض خفت حدة التوتر الطائفي بفضل خطة أمنية نفذت العام الماضي لكن امون قال إنه كان من الصعب على بعض أصدقائه تقبل مشاركته في المسرحية.
وقتل شقيق امون في العنف لكنه تناسى غضبه وقال "إن كان من فوق ولا من تحت.. راح شهداء."
ولإخفاء ندوب قديمة دق آمون مؤخرا على ذراعه الأيسر وشما لقناعين أحدهما يضحك يمثل الكوميديا وآخر يبكي يمثل التراجيديا وهما رمز تقليدي للمسرح.
(ساهم في التغطية يارا أبي نادر من تلفزيون رويترز - إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20150729T173557+0000