من خالد عبد العزيز
الخرطوم (رويترز) - لم يلتق قمر الدولة عبد الله قط مع ابنة وابن أخيه اللذين تربيا في ليبيا حيث قُتل والدهما يحيى وهو يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية لكن قمر الدولة وقف يذرف الدمع في مطار الخرطوم يوم الثلاثاء انتظارا لاستقبالهما.
وكان الشقيقان من بين ثمانية أطفال عائدين من ليبيا حيث انضم آباؤهم إلى الدولة الإسلامية في مدينة سرت الساحلية. ولم يكمل أصغر الأطفال عامه الأول بعد أما الأكبر فعمره تسعة أعوام.
وقال معتز عباس زعيم الجالية السودانية في مدينة مصراتة الليبية إنه يتم إرسال الأطفال للعيش مع عائلاتهم في بلدهم الأم السودان بعد أن أمضوا وقتا في مؤسسة إصلاحية في ليبيا.
وقال العميد التيجاني إبراهيم للصحفيين في مطار الخرطوم "الأمهات احتجزن والآباء قتلوا أو فقدوا...انضم ستة أطفال لعائلاتهم لكن هناك اثنين لم نستطع تحديد مكان عائلاتهما."
وسيطرت الدولة الإسلامية على سرت في أوائل عام 2015 وحولتها إلى أهم قاعدة لها خارج معقلها الرئيسي في سوريا والعراق واجتذبت أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى المدينة الكثير منهم سودانيون.
وفرض التنظيم حكمه المتشدد على السكان ومدد سيطرته عبر نحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وقال حسن صغيرون جد أربعة من الأطفال لرويترز "من المؤلم أن تشرق الشمس ولا تجد بناتك أو أحفادك في المنزل ولا تعرف أين ذهبوا ولماذا. نحن أناس بسطاء...بناتنا لم يغادرن حتى السودان أبدا".
وكانت اثنتان من بنات صغيرون قد فرتا من البلاد العام الماضي. ولم يعرف مكانهما إلا عندما اتصلت به المخابرات السودانية قبل أربعة أشهر.
وانزلقت ليبيا في أتون الاضطرابات بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 إذ تنافست حكومات وفصائل مسلحة على السلطة. وتناضل حكومة مدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس من أجل فرض سلطتها وتعترض عليها فصائل في شرق البلاد. ويحاول مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا التوسط في إحلال سلام في البلاد.
وسمحت الفوضى السياسية والفراغ الأمني بأن يصبح لجماعات إسلامية متشددة موطئ قدم في البلاد وبازدهار شبكات تهريب البشر . وليبيا هي نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا عبر البحر.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد صبحي خليفة)