من غزوان حسن
تكريت (العراق) (رويترز) - قال ضابط بالجيش العراقي وسكان في قرية تقع جنوبي الموصل إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على معظم أنحاء القرية رغم فقدانه السيطرة على معقله بالمدينة وذلك باستخدام أساليب حرب العصابات مع تداعي دولة الخلافة التي أعلنها.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر على التنظيم المتشدد في الموصل يوم الاثنين فيما يمثل أكبر هزيمة للدولة الإسلامية منذ إعلان قيام دولة الخلافة قبل ثلاث سنوات.
لكن ضابطا بالجيش العراقي قال إن المتشددين المدججين بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر يسيطرون الآن على أكثر من 75 بالمئة من قرية الإمام غربي التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة على بعد نحو 70 كيلومترا جنوبي الموصل وإن من المتوقع وصول تعزيزات إلى المنطقة.
وشنت الدولة الإسلامية هجومها على الإمام غربي الأسبوع الماضي ومن المتوقع أن ينتشر مقاتلوها فيما تستعيد القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على مدن انتزعها التنظيم خلال هجومه الخاطف في 2014.
وقالت هند محمود إحدى سكان الموصل في اتصال هاتفي إنها سمعت تبادلا لإطلاق النار في المدينة القديمة ورأت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش العراقي تطلق النار على متشددين من الدولة الإسلامية يوم الثلاثاء.
وقال أكبر جنرال أمريكي بالعراق إنه سيتعين على قوات الأمن تطهير مخابئ التنظيم في الموصل حيث من المحتمل وجود نحو 200 مقاتل، وإنها ستستريح بعض الوقت قبل أن تقاتل التنظيم في تلعفر.
وأضاف اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في إفادة صحفية في واشنطن أن بعض متشددي الدولة الإسلامية في الموصل عرضوا الاستسلام.
وقال إن قائدا من التنظيم أبلغ القوات العراقية أن مجموعة من المقاتلين ترغب في الاستسلام. غير أن المتشددين أبدوا رغبتهم في الاستسلام كمجموعة كبيرة وهو ما رفضته القوات العراقية خشية أن يكون "فخا".
وأضاف تاونسند "ثم شاهدنا في وقت لاحق من اليوم موجة هجمات انتحارية وكان تقييمنا أنها كانت خدعة بالفعل. خدعة يائسة من قائد بالتنظيم لدفع القوات العراقية إلى السماح لمجموعة كبيرة من المقاتلين بالخروج ثم الاقتراب قبل أن يشنوا هجوما".
وعرض بعض المتشددين الاستسلام يوم الثلاثاء أيضا لكن تاونسند أوضح أنه لم يعرف نتائج تلك المفاوضات.
وبعد طردها من الموصل ستنحصر هيمنة الدولة الإسلامية على مناطق ريفية وصحراوية بالأساس غربي وجنوبي المدينة.
ويتعرض التنظيم المتشدد أيضا لضغوط في معقله بمدينة الرقة السورية إذ انتزعت قوات سورية من الأكراد والعرب تدعمها الولايات المتحدة مناطق على ثلاثة جوانب للمدينة.
وأطلق تحالف مكون من مئة ألف فرد من الوحدات العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية وفصائل شيعية مسلحة حملة استعادة الموصل من المتشددين في أكتوبر تشرين الأول. وقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الدعم الجوي والبري.
وتواجه الحكومة العراقية الآن مهمة شاقة تتمثل في التعامل مع التوترات الطائفية التي أفسحت المجال أمام الدولة الإسلامية لكسب التأييد بين السنة الذين يقولون إنهم يتعرضون للتهميش من قبل الحكومة بقيادة الشيعة.
وحذر التحالف بقيادة الولايات المتحدة من أن النصر في الموصل لا يمثل نهاية التهديد العالمي للتنظيم المتشدد.
وقال تاونسند في بيان يوم الاثنين "حان الوقت لاتحاد كل العراقيين لضمان هزيمة داعش في باقي العراق وعدم السماح أبدا بعودة الظروف التي أدت إلى صعود داعش في العراق".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)