من فيل ستيوارت ومانويل موجاتو
كلارك (الفلبين) (رويترز) - ما كان يمكن أن تأتي زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للفلبين هذا الأسبوع في توقيت أفضل من ذلك، إذ تحتفل مانيلا بانتصاراتها على المتشددين الإسلاميين في مدينة ماراوي.. مصحوبة بجرعة مهمة من المساعدات المقدمة من الجيش الأمريكي.
لكن في حين يستعد ماتيس للقاء الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي يوم الثلاثاء تصطف خمس سفن حربية روسية قبالة الفلبين وتستعد موسكو لتسليم آلاف البنادق وملايين الطلقات و20 دبابة في احتفال رسمي يوم الأربعاء.
ولم يخف دوتيرتي، المعروف بتصريحاته المناهضة للأمريكيين، خططه لتعزيز العلاقات مع روسيا والصين.. منافستي الولايات المتحدة. ويبدو أن هذه الجهود قد بدأت تؤتي ثمارها.
ومن المقرر أن يجتمع دوتيرتي يوم الثلاثاء، قبيل لقائه بماتيس، مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الذي يحضر مثل نظيره الأمريكي اجتماعا لوزراء الدفاع في آسيا يعقد شمالي مانيلا.
ومن المقرر كذلك أن يزور دوتيرتي يوم الأربعاء السفينة الروسية (أدميرال بانتالييف) المضادة للغواصات الراسية في مانيلا.
وهون السفير الأمريكي سونج كيم من شأن المخاوف الأمريكية من سعي دوتيرتي للتقارب مع الصين وروسيا وأشار إلى أن الولايات المتحدة، وهي قوة استعمارية سابقة، هي الحليف الوحيد الذي تربطه معاهدة وعلاقات أكثر عمقا مع الفلبين.
وقال كيم لمجموعة صغيرة من الصحفيين المسافرين مع ماتيس "لا أشعر بالتهديد حقيقة من فكرة أن الصين أو روسيا تورد بعض المعدات العسكرية للفلبين".
وأضاف "كنا نورد معدات مهمة للغاية للفلبين على مدى سنوات طويلة جدا. وحقيقة أن الصينيين والروس وردوا بعض البنادق، لا أعتقد أنها تدعو حقيقة لإثارة القلق في الولايات المتحدة".
وأصبحت خطب دوتيرتي المناهضة للولايات المتحدة والمحملة بالشتائم والتقريع سمة مميزة له منذ توليه الرئاسة قبل عام، ووبخ الولايات المتحدة قائلا إنها تعامل بلاده "مثل الكلب" رغم المساعدات الأمريكية طويلة الأمد.
لكن ظلت تصريحات دوتيرتي متناقضة، فقد رحب بحرارة بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي زار البلاد في أغسطس آب ووصف نفسه حينها بأنه "صديق متواضع" للولايات المتحدة.
وقبيل زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفلبين أشار السفير الأمريكي إلى تحسن "من حيث الأسلوب والمضمون" في العلاقات الثنائية في الأشهر العشرة منذ توليه الرئاسة.
وقال كيم "الرئيس دوتيرتي أوضح أنه حتى مع سعيه لتحسين العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا فإنه سيواصل التركيز على ضمان استمرار قوة التحالف الأمريكي الفلبيني".
* عملية ماراوي
في اليوم الذي وصل فيه ماتيس إلى الفلبين أعلنت مانيلا نهاية عمليات عسكرية استمرت خمسة أشهر في مدينة ماراوي في جنوب البلاد التي سيطر عليها متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية بعد حرب مدن عنيفة وغير معتادة مثلت أكبر أزمة أمنية تشهدها البلاد منذ سنوات.
وباغت احتلال المتمردين للمدينة جيشا غير متمرس في حرب المدن وأثار مخاوف أوسع من أن يكون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية قد مدوا نفوذهم إلى مسلمين محليين ومن أنهم ربما يطمحون إلى استخدام جزيرة مينداناو كقاعدة لعمليات في جنوب شرق آسيا.
وأثنى ماتيس أثناء رحلة الطيران إلى الفلبين على مانيلا في هذه العملية وبحث يوم الثلاثاء سبل تعميق العلاقات العسكرية الأمريكية الفلبينية مع وزير الدفاع الفلبيني.
وقال ماتيس "كانت معركة صعبة" مضيفا أن الفلبين وجهت "رسالة ضرورية جدا للإرهابيين".
وقال كيم إن المساعدات العسكرية الأمريكية أحدثت "فرقا كبيرا" في معركة ماراوي خاصة الدعم المخابراتي بما في ذلك نشر طائرات جراي إيجل وبي-3 أوريون.
وأضاف "أعتقد أننا جميعا دهشنا من مدى اختراق الإرهابيين لمدينة ماراوي".
وتابع "عندما تواجه موقفا مثل هذا فإنك تحتاج بالتأكيد لمخابرات جيدة لتتمكن من استهداف مناطق رئيسية وأعتقد أن في هذا المجال كانت مساندتنا حاسمة".
لكن حتى في ماراوي أرجع دوتيرتي الفضل أيضا للصين في المساعدة. وقال إن بندقية من مئة بندقية قنص تبرعت بها الصين هي التي أطلقت الرصاصة التي أودت بحياة إسنيلون هابيلون "أمير" تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا يوم 16 أكتوبر تشرين الأول.
وقالت الوحدة التي نفذت العملية إن الرصاصة انطلقت من سلاح أثقل مثبت على مركبة مدرعة.
وأبلغ وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا الصحفيين يوم الثلاثاء بتلقي معدات ثقيلة من الصين للمساعدة في إعادة إعمار (DU:EMAR) ماراوي وأشار كذلك إلى تلقي بنادق وذخيرة منها. ويتوقع تسلم أربعة زوارق سريعة من الصين قبل نهاية العام.
وكانت الولايات لمتحدة على مدى عقود هي الحليف الذي تربطه معاهدة دفاعية مع الفلبين وأكبر جهة لتوفير المعدات والتدريب لها. وهي تقدم أيضا معدات قيمتها نحو مليار دولار منذ عام 2000.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)