من أليستير دويل
بون (ألمانيا) (رويترز) - قالت سوريا يوم الثلاثاء إنها تعتزم الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ المبرمة عام 2015 بهدف إبطاء تغير المناخ جاعلة بذلك الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تعارض الاتفاقية.
وكانت سوريا، التي تعصف بها حرب أهلية، ونيكاراجوا الدولتين الوحيدتين اللتين لم تنضما للاتفاقية التي تضم 195 دولة عند توقيعها عام في 2015. وانضمت الحكومة اليسارية في نيكاراجوا للاتفاقية الشهر الماضي بعد أن نددت بها في بادئ الأمر باعتبارها ضعيفة للغاية.
وقال وضاح قطماوي معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري في الاجتماع الذي ضم ممثلين عن نحو 200 دولة في محادثات المناخ التي تنعقد بين 6 و17 نوفمبر تشرين الثاني في بون بألمانيا إنه يود تأكيد التزام بلاده باتفاقية باريس لتغير المناخ.
ومن شأن انضمام سوريا للاتفاقية أن يعزل الولايات المتحدة، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مصدر للانبعاثات الضارة بعد الصين، باعتبارها البلد الوحيد الذي يعارض الاتفاقية.
كان الرئيس الأمريكي، الذي شكك في أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي السبب الرئيسي في ارتفاع حرارة الأرض، أعلن في يونيو حزيران أنه يعتزم سحب بلاده من الاتفاقية وأنه سيدعم بدلا من ذلك الصناعات الأمريكية المعتمدة على الفحم والنفط.
وقال رونالد جوميو من سيشيل لرويترز "نريد انضمام الجميع... ونريد انضمام الولايات المتحدة أيضا. لا يروق لنا انسحاب الولايات المتحدة".
ورحبت الأمم المتحدة ببيان سوريا باعتباره إعلانا عن اعتزامها الالتزام باتفاقية باريس لكنها قالت إن دمشق لم تقدم بعد أي وثائق رسمية للتوقيع على المعاهدة.
وقالت الدبلوماسية السعودية سارة باعشن رئيسة الاجتماع الذي تحدثت فيه سوريا إنها ترحب بما قالت إنها أنباء سارة لكن كلماتها لم تحظ بتصفيق في لقاء توجد فيه قلة من حلفاء سوريا.
وقال ألدين ماير من اتحاد العلماء المعنيين لرويترز "القرار السوري يظهر اتساع الدعم لاتفاقية باريس".
وأضاف أن الشركات ورؤساء البلديات والمدن والجماعات الأخرى تعزز أيضا إجراءاتها للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يربطها العلماء بزيادة موجات الجفاف والحرارة والفيضانات وارتفاع مناسيب البحار.
ولا يزال لدى واشنطن مقعد على المائدة في بون لأن القواعد تعني أن انسحاب الولايات المتحدة رسميا لا يسري إلا في 2020. وعبر عدد كبير من المندوبين عن أملهم في أن يعيد ترامب نظره في موقفه.
وقال ديفيد واسكو الباحث في المعهد العالمي للموارد إن آراء ترامب بشأن المناخ سبق أن عزلته في مجموعة السبع ومجموعة العشرين وإنه "الآن سيواجه العزلة من كل الدول".
وقال ترامب إنه سينسحب من اتفاقية باريس للمناخ ما لم تستطع واشنطن الحصول على شروط أكثر ملاءمة للشركات الأمريكية ودافعي الضرائب في الولايات المتحدة.
لكنه كان غامضا إزاء ما يعنيه ذلك خاصة وأن الاتفاقية تعطي جميع الدول سلطة تحديد الأهداف لأنفسها.
وبشكل عام تستهدف اتفاقية باريس للمناخ الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى "ما يقل كثيرا" عن درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية ليصل إلى 1.5 درجة كمستوى مثالي.
ويهدف اجتماع بون إلى وضع قواعد مفصلة لاتفاقية باريس ومنها تفاصيل بشأن كيفية الإبلاغ عن الانبعاثات في كل الدول وكيفية التحقق منها.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)