من ريتشارد لوخ
باريس (رويترز) - رحبت فرنسا بتعهد مجموعة لاكتاليس الفرنسية لمنتجات الألبان تعويض ضحايا تلوث بالسالمونيلا في إنتاجها من حليب الأطفال يوم الأحد لكنها قالت إنها ستواصل تحقيقا قضائيا لتحديد المسؤول.
وأبلغ إيمانويل بيسنييه الرئيس التنفيذي للمجموعة صحيفة (جورنال دي ديمانش) الأسبوعية أن شركته العائلية، إحدى أكبر شركات منتجات الألبان في العالم، "ستدفع تعويضات لكل أسرة تضررت".
ويمكن للعدوى بالسالمونيلا أن تكون خطرة على الحياة، ورفعت أسر أكثر من 30 طفلا أصابهم المرض في فرنسا بسبب حليب الأطفال الملوث سلسلة من الدعاوى القضائية.
وجاء تعهد بيسنييه بعد يومين من توسيع لاكتاليس نطاق سحب المنتجات لتشمل كل منتجات حليب الرضع التي أنتجت من ذات المصنع بغض النظر عن تاريخ التصنيع في محاولة لاحتواء المشكلة التي تسببت في مخاوف صحية ربما تضر بسمعة فرنسا في مجال المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية.
وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم) "دفع تعويضات أمر جيد لكن المال لا يشتري كل شيء".
واشتدت المخاوف الصحية الأسبوع الماضي بعدما اعترفت كبرى شركات التجزئة الفرنسية، ومنها كارفور وأوشان ولوكلير، بأن منتجات كانت قد سحبت في ديسمبر كانون الأول لا تزال تجد طريقها لأرفف المتاجر.
وقال جريفو "مهمة التحقيق تحديد مواضع القصور ومن المسوؤل... المسؤوليات مشتركة".
ولم يفصح بيسنييه عن حجم التعويضات.
لكن تنفيذ سحب المنتجات على مستوى العالم ينطوي على تحديات إذ تصدر لاكتاليس أغذية الأطفال لأكثر من 83 دولة في أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا.
* رد فعل أخرق
يشمل السحب ما يصل إلى 12 مليون علبة من حليب الأطفال.
وقال بيسنييه للصحيفة في مقابلة نادرة نشرت يوم الأحد "ليس من السهل تقدير عدد المنتجات التي ستسحب لأننا لا نعرف ما تم استهلاكه منها بالفعل".
وكان أمر السحب الذي صدر يوم الجمعة هو الثالث خلال شهر وتعرضت لاكتاليس لانتقادات حادة بسبب رد فعلها الأخرق. كما أبلغ بيسنييه الصحيفة أن الشركة تصرفت بأسرع ما يمكن وبأكبر قدر من الفاعلية ونفى إبطاء العملية للحد من الخسائر.
وتعرض بيسنيينه لانتقادات لعدم حديثه علنا خلال أزمة السالمونيلا.
وفي حين تحتل أسرته المرتبة الحادية عشرة في قائمة أثرى العائلات الفرنسية وفقا لمجلة شالونج عام 2017، فإن قطب منتجات الألبان يتجنب منذ فترة طويلة الوجود في دائرة الضوء ومخالطة الساسة.
ويلقبه العاملون في مجموعته "بالرجل الخفي".
وقال "نحن شركة متحفظة. في هذا المجال تسود عقلية 'اعمل أولا وتحدث لاحقا'". لكنه اعترف بأنه تعلم دروسا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأصبحت لاكتاليس شركة عملاقة في مجالها إذ تبلغ مبيعاتها السنوية نحو 17 مليار يورو (20.73 مليار دولار) ويبلغ عدد موظفيها 18900 فردا في نحو 40 دولة.
وقال الرئيس التنفيذي إن المصنع الذي أغلق بسبب التلوث سيبقى مغلقا لعدة أشهر على الأرجح.
ويهدد السحب بالإضرار بلاكتاليس في الصين وهي سوق سريعة النمو لمنتجات الأغذية وحليب الأطفال، حيث أدى تلوث حليب أطفال بمادة الميلامين إلى وفاة ستة أطفال في عام 2008.
وتسببت المخاوف الصحية بالصين في انعدام الثقة في حليب الأطفال المنتج محليا وأفادت موردين أجانب مثل نستله ودانون ولاكتاليس.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)