من جون نديسو وعمر محمد
نيروبي (رويترز) - قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا يوم الأربعاء إن قوات الأمن "قضت على" المسلحين الذين اقتحموا مجمعا فندقيا في نيروبي وقتلوا 14 شخصا على الأقل في هجوم أعلنت حركة الشباب الصومالية الإسلامية المتشددة المسؤولية عنه.
وأضاف كينياتا أن قوات الأمن أجلت أكثر من 700 آخرين سالمين من مجمع دوسيت دي2، بعد الهجوم المشابه لهجوم على مركز تجاري في نيروبي في عام 2013 وأدى إلى مقتل 67 شخصا.
وتابع كينياتا، الذي بدا متعبا وعابسا، قائلا "انتهت العملية الأمنية في مجمع دوسيت وتم القضاء على جميع الإرهابيين. حتى هذه اللحظة، يمكننا تأكيد أننا فقدنا أرواح 14 شخصا بريئا على أيدي هؤلاء الإرهابيين القتلة".
ولم يحدد عدد المهاجمين الذين شاركوا في الحصار المروع الذي استمر 20 ساعة. وأظهرت صور التقطتها دوائر تلفزيونية مغلقة أربعة مهاجمين على الأقل.
وأضاف كينياتا، وهو ابن الأب المؤسس لكينيا، "باستخدام الوسائل المتاحة لأجهزة الأمن والأذرع القضائية، سنواصل اتخاذ كل خطوة لجعل بلدنا غير مضياف للجماعات الإرهابية وشبكاتها".
وتتعرض كينيا كثيرا لهجمات من حركة الشباب انتقاما لإرسالها قوات إلى الصومال للمساعدة في حماية الحكومة الضعيفة هناك المدعومة من الأمم المتحدة.
وقالت الشرطة إن الهجوم على فندق دوسيت دي2 بدأ بعد الثالثة عصرا بقليل يوم الثلاثاء بانفجار في مرأب السيارات أعقبه تفجير انتحاري في بهو الفندق.
وعند انبلاج الفجر، كانت مجموعتان من الأشخاص على الأقل ما تزالان محاصرتين بالداخل، واستمر سماع دوي إطلاق أعيرة نارية.
وقال عاملون في مشرحة إن 11 كينيا وأمريكيا وبريطانيا من بين الضحايا. ولم يتم التعرف بعد على هوية ضحيتين.
وأظهرت صور اطلعت عليها رويترز أن كثيرا من الضحايا كانوا يتناولون الطعام في مطعم سيكريت جاردن وانهاروا على الطاولات.
* مركز دولي
بحسب الموقع الإلكتروني للمجمع فإنه يضم مكاتب شركات دولية بينها كولجيت بالموليف وريكيت بنكيزر وبيرنو ريكار وداو كيميكال وساب فضلا عن فندق دوسيت وهو جزء من مجموعة دوسيت تاني التايلاندية.
وقال هايرام ماشاريا، وهو مدير تنفيذي تسويقي في إل.جي للإلكترونيات، إن أفراد الأمن أنقذوه مع بعض من زملائه من مكتبهم بعد ساعتين من بدء الهجوم.
لكن أحد زملائه لم يتمكن من النجاة.
وقال ماشاريا لرويترز خارج الفندق "صعد أحد زملائنا إلى الأعلى وعثر على جثته هناك".
وناقض دوي انفجارات وإطلاق أعيرة نارية ليلا تطمينات من وزير الداخلية بأن المنطقة باتت مؤمنة كما عقد جهود إنقاذ عشرات الأشخاص المحاصرين بالداخل. وتمكن بعضهم من إرسال رسائل لطلب المساعدة الطبية.
وأبلغ المسؤولون الأسر التي توافدت على مشرحة شيرومو بحثا عن أقارب لهم بأنه لا يمكنهم رؤية جثث الضحايا قبل إجراء تحقيق الطب الشرعي، مما أثار حالة من الحزن والغضب.
وقال شخص اسمه ديفيد إنه لم يسمع شيئا بعد عن أحد أقاربه الذي كان بالمجمع الفندقي وأصبح هاتفه مغلقا الساعة الرابعة عصرا تقريبا بالتوقيت المحلي.
وانهارت أسرة رجل عمره 35 عاما في ساحة المشرحة بعدما سمعوا بوصول جثة تحمل أوراق هويته.
وراح الأب يردد في هاتفه "لقد رحل، لقد رحل" بينما لفت الأم نفسها بوشاح وراحت تبكي.
ووصلت أسرة أخرى للبحث عن أحد أقربائها لكن المسؤولين قالوا لهم إن الشرطة فقط مسموح لها بالدخول.
وبينما يدور الجدال، وصل زوجان كبيران في السن ومعهما بذلة تم كيها حديثا من أجل ابنهما.
وخارج المشرحة توقفت سيارتا إسعاف تابعتان للصليب الأحمر وسائقاهما نائمان بالداخل. وقال مسؤولون بالمشرحة إنهما سيتوجهان إلى المجمع لإحضار ضحايا عندما يصبح الوضع آمنا.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)