فينيسيا، 4 سبتمبر/أيلول (إفي): على هامش فعاليات الدورة الـ68 من مهرجان فينيسيا السينمائي قدم المخرج الأمريكي ستيفن سودربرج، صاحب فيلم "جيفارا"، أحدث أفلامه "العدوى" الذي يأتي ضمن سلسلة الأعمال الهوليوودية المروعة التي تحذر من نهاية العالم، عن طريق فيروس معدي، قادر على الفتك بالملايين في زمن قياسي.
وقد رصدت هوليوود لضمان نجاح هذا الفصل الجديد من سلسلة كوابيسها المروعة كوكبة من أبرز نجوم الصف الأول على رأسها مات ديمون، الذي سبق له التعاون مع سودربرج في فيلم "المخبر"، والنجمة كيت وينسلت الحائزة على جائزة الأوسكار مرتين، وجوينيث بالترلو صاحبة التمثال الذهبي عن فيلم "شكسبير مغرما" ولورنس فيشبرن وجود لو والفرنسية ماريون كوتيار.
وتدور أحداث الفيلم الجديد حول ظهور فيروس قاتل يتسبب في وفاة ضحاياه خلال أيام وينتشر بشكل سريع بكل أنحاء الكوكب ولهذا، فإن ميزانيته كانت ضخمة للغاية حيث تنقل طاقم العمل بين عدة مدن مثل سان فرانسيسكو وجنيف ولندن وشيكاغو وأتلانتا وهونج كونج.
ويذكر فيلم سودربرج بفيلم "أوت بريك" بطولة داستين هوفمن، والذي يدور حول تسبب قرد قادم من أفريقيا في انتشار وباء الإيبولا وذعر قيادات البنتاجون من تفشي المرض بصورة أكبرة لينتهي الأمر بوفاة آلاف الأشخاص على الرغم من محاولات السيطرة على المرض.
وعلى الرغم من ثقل طاقم العمل فنيا الذي أدى إلى وجوده في مهرجان فينيسيا، إلا أن تصنيفه لن يجعله يخرج عن قائمة الأفلام الطويلة التي تحدثت عن كوارث كادت تتسبب في نهاية العالم مثل "2012" و"يوم الاستقلال" و"اليوم الذي يلي الغد".
ويمكن وصف "العدوى" أيضا بأنه انتاج ضخم يحمل أغراض تجارية ويسعى لارضاء الجمهور، لذا فإن ميزانيته اقتربت من نحو 60 مليون دولار، كما أنه لم يخل أيضا من وجود جانب سياسي ومناوشات على الصعيد الدولي داخل الأحداث التي يتم خلالها السعي أيضا وراء ديمون نظرا لأن بداية الأمور كانت من عنده.
وعلى الرغم من انتماء الفيلم إلى تلك الفئة المليئة بالحركة، إلا أنه يترك من يشاهده وهو يفكر نوعا ما في تبعات وجود وباء خارج عن السيطرة بكل أنحاء الكوكب في هذا العالم الذي تزاد سهولة الاتصال بين أطرافه يوما تلوا الأخر.
كما أنه يذكر دون أدنى شك بالخوف الذي اجتاح العالم من وبائي أنفلونزا الخنازير والطيور وانتشارهما في أنحاء مختلفة بالعالم.
من جانبه، يرى سودربيرج أن فيلمه يطلق صيحة تحذير لمجتمع العولمة المعاصر وما ينتج عنه من كوارث تتجاوز الأوبئة الفتاكة مثل انفلونزا الطيور أو الخنازير، إلى التأثير الأخلاقي للأزمة المالية العالمية على الدول الفقيرة التي تعاني من المجاعات في زمن الوفرة.(إفي)