بلجراد، 17 سبتمبر/أيلول (إفي): سلبت النجاحات المتوالية لنوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول في عالم تنس الرجال، ألباب الصرب وحولت بلادهم كلها إلى متابع دائم لمن باتوا يعتبرونه بطلا قوميا.
في كل مكان، شارعا كان أم منزلا، في حوارات الأصدقاء أو الجيران أو الأقارب، في الحافلات أو في المحال التجارية، تتكرر نفس الأسئلة: "هل رأيت مباراة ديوكوفيتش أمام نادال؟"، "إن هذا الفتى غير معقول، لا نظير له!"، "هل ستذهب إلى الملعب"، لمشاهدته وهو يشارك مع منتخب البلاد في الدور قبل النهائي لبطولة كأس ديفيز أمام الأرجنتين في بلجراد.
مبارياته، ولاسيما أمام نادال، تتسبب في التصاق الصرب بشاشات التلفاز، وحتى لو لعب ديوكوفيتش فجرا الأمر سيان بالنسبة لهم، فهم يرغبون في أن يتقاسموا معه لحظاتهم الحلوة والصعبة، وأن يستمتعوا بنجاحاته.
وتتركز اهتمامات مواطني البلاد هذه الأيام على مجمع التنس في بلجراد، أملا في رؤية فوز محلي هذه المرة لـ"نولي"، بعد سلسلة طويلة من الانتصارات التي صنعها في الموسم الجاري، والتي حملته إلى عرش اللعبة البيضاء عالميا.
والآن باتوا يضعون فيه كل أملهم في تعويض تأخر غير متوقع أمام الأرجنتين 0-2 بعد أول أيام مواجهة كأس ديفيز الجمعة.
وقال نيناد يسمينيكا، ويطلق عليه "سوني نافياتش" (سوني المشجع)، قائد إحدى روابط مشجعي التنس الصربي في تصريحات لوكالة (إفي): "حتى ما قبل وصول نوفاك إلى قمة التصنيف العالمي، لم يكن العالم يعرف الكثير عن صربيا، ربما قليلا عبر لاعبي الكرة، لكنها الآن باتت معروفة بفضل نوفاك ديوكوفيتش، الأفضل، والقادر على هزيمة الجميع. لا أحد يعرف حدود نجاحاته، لكن ربما هو يعرف".
وتساند مجموعته من الشبان الذي يرسمون أعلام صربيا وصور بطلهم على الوجنتين أو الجبهة، ديوكوفيتش حتى وهو يلعب خارج البلاد، بصيحات وأغان مميزة.
ويقول قائدهم: "إننا معه في كل لحظة كي نقدم له الدعم، بغض النظر عما إذا كان يفوز أو يخسر. إنه شخصية رائعة، ملك، إنه النجم".
ويضيف: "إنه شخص فريد. إننا على استعداد لفعل أي شيء من أجله. في أي ساعة من الليل، في الفجر، في الرابعة أو الخامسة صباحا، لا يهم التوقيت، لا تنام صربيا فقط لمتابعته".
ويشير يسمينيكا إلى أن تلك المساندة تتضاعف "بالتأكيد، أمام نادال وفيدرير على وجه الخصوص. ما عدا ذلك أيضا مهم بالقطع، لكن هذان مختلفان. حسنا، إننا نعرف إنه سيخسر مجموعة ما في بعض الأحيان، وما يهمنا هو ألا يتعرض للإصابات".
ومنذ انطلاق عام 2011 ، فاز ديوكوفيتش في 64 مباراة، وأحرز ثلاثة من ألقاب البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" من بين عشرة ألقاب توج بها إجمالا، ولم يخسر سوى مباراتين فحسب.
ووفقا لما أكده مؤخرا، فإن أحد أهدافه يتمثل في التتويج بلقب بطولة رولان جاروس، الوحيدة بين بطولات الجراند سلام التي لا تظهر بين ألقابه الأربعة الكبرى.
بدأ عشق "نولي" للتنس في سن السادسة، عندما شاهد تدريبات في ملاعب قريبة من منزل أسرته بأحد المراكز السياحية بجبل كوباونيك.
واكتشف مدربوه الأوائل موهبته الكبيرة وشجعوه على الاستمرار في حمل المضرب. ولم يكن عليهم بذل جهد كبير، حيث يؤكدون أن الطفل في سن السابعة فحسب قال إنه يرغب في أن يصبح الأفضل في العالم. وهذا العام في سن الرابعة والعشرين حقق حلمه.
ويعد ديوكوفيتش الملهم الأول للشباب والأطفال في صربيا، الذين يغزون ملاعب التنس المحلية بأعداد تزيد يوميا، أملا في السير على خطاه.
والآن بات الأطفال يرغبون في احتراف التنس، بعد أن كانوا يفضلون حتى وقت قريب كرة القدم أو السلة.
لكن ليس التنس وحده ما يعجبهم في بطلهم، فهناك كذلك "مرحه، والعصبية التي يظهرها عندما لا تمضي الأمور معه كما يريد، وتقليده لنادال وماريا شارابوفا ولاعبين آخرين مشاهير، وابتسامته، وأخيرا الاحترام الذي يبديه لكل منافس".
تقول يوفانا وهي طفلة في التاسعة تلعب التنس وتقر بأنها ربما لا تملك نفس طموح مثلها الأعلى "إنه المصنف الأول في كل شيء".
ولن ينسى ديوكوفيتش إحدى ليالي يوليو/تموز الماضي، عندما فاز بلقبه الأول في ويمبلدون وهو ما تزامن مع تصدره تصنيف لاعبي التنس المحترفين، ليقيم له أكثر من 100 ألف شخص احتفالا كبيرا في قلب بلجراد حتى فجر اليوم التالي، وهو يحلم من الآن بتكرار ذلك منتصف العام المقبل إذا ما أزاح نادال عن عرشه الأثير في رولان جاروس، ليحقق "نولي" آخر أحلامه الكبرى. (إفي)