محمد الفولي.
القاهرة، 15 أغسطس/آب (إفي): أيام قليلة وتنطلق منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم بمستجدات كبيرة على الساحة أبرزها المدربان الجديدان الوافدان على الليجا: الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد، والأرجنتيني خيراردو (تاتا) مارتينو مع حامل اللقب برشلونة.
سيجد كل من أنشيلوتي ومارتينو نفسيهما مع انطلاق المنافسات أمام مجموعة من العثرات الفنية والجماهيرية والاعلامية، التي سيتوجب عليهما تخطيها إذا ما أرادا تحقيق المطلوب، وهو حصد كل الألقاب الممكنة داخل إسبانيا وخارجها.
منذ اللحظة الأولى يبدو أن أنشيلوتي تعلم الدرس جيدا مما حدث مع سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الريال السابق، لذا فإنه منذ وصوله لتدريب الفريق لم يحتك بالإعلام الإسباني بالصورة التي كان "الاستثنائي" يستخدمها.
تصريحات أنشيلوتي منذ مجئيه ومعاملاته مع الإعلام بدت أكثر هدوءا وبعيدا عن "العجرفة" التي لا تحبذها وسائل الإعلام الإسبانية والتي سواء شاء البعض أو أبى تلعب دورا كبيرا في توجيه الجماهير بل والسياسات الرياضية داخل النادي الملكي.
من ناحيته أيضا يدرك مارتينو الدور الذي يلعبه الإعلام الكتالوني في دعم البرسا، لذا فهو الآخر لم يتخل عن الطابع الودي، و لا يعلق على أي شيء كتب عنه سواء كان جيدا أم سيئا في وسائل الاعلام الكتالونية التي انتقد بعضها عدم توائم سجله التدريبي مع نادي بحجم برشلونة.
التحدي الثاني الذي سيواجه كلا من أنشيلوتي ومارتينو في مشوار الليجا الطويل سيكون مسألة حراسة المرمى، بالنسبة للإيطالي فإن الأمر به شقان الأول فني والثاني جماهيري، حيث سيتعين عليه المفاضلة فنيا بين كل من القائد إيكر كاسياس ودييجو لوبيز، في نفس الوقت الذي سيجد نفسه في مأزق اذا ما ثبت أن الثاني يتمتع بجاهزية أفضل من الأول، حيث أن الأيام أثبتت أن "القديس" يعتبر بمثابة خط أحمر بالنسبة للاعلام الإسباني وكثير من جماهير الريال، وأنشيلوتي لا يرغب في فتح حرب لم يقدر مورينيو نفسه على تحملها.
بالنسبة للبرسا الأمر أسهل نوعا ما فمستوى كل من فيكتور فالديس وخوسيه مانويل بينتو متقارب وإن كان الأول أفضل بعض الشيء، ولكن الأزمة تكمن في ان فالديس ينتوي الرحيل عن البرسا، ومارتينو خلال المباريات الودية أثناء فترة الاعداد كان يشرك الحارسين دون اظهار مؤشرات حول من سيكون الاعتماد عليه، في ظل عدم وجود خيار ثالث حقيقي.
التحدي الآخر بالنسبة للبرسا والريال هو الأسهل والأصعب في الوقت ذاته وهو مسألة النجوم، فالنادي الكتالوني الآن أصبح لديه البرازيلي الصاعد نيمار، وفي نفس الوقت أفضل لاعب في العالم لأربعة أعوام متتالية الأرجنتيني ليونيل ميسي، فهل سينجح مارتينو في الوصول إلى "خلطة سحرية" تجعل من الممكن أن يلعب الاثنان معا في نفس الوقت دون الاضرار بالأعمدة الأساسية وأسلوب الـ"تيكي تاكا"؟ واذا فشل..ماذا سيكون مصير نيمار ومارتينو نفسه. هل سينجو من الانتقادات؟.
على الصعيد الدفاعي لا يزال برشلونة منذ أكثر من عام يعاني من أزمة في المنطقة الخلفية بسبب تذبذب مستوى جيرارد بيكيه واصابات القائد كارليس بويول المتكررة، وحتى الآن لم يتم حسم مسألة التعاقد مع قلب دفاع جديد سواء البرازيلي ديفيد لويز لاعب تشيلسي أو غيره، واذا فشل الامر فماذا سيكون البديل بالنسبة لمارتينو ومن؟ حاول تيتو فيلانوفا مدرب البرسا السابق الاعتماد على الأرجنتيني خابيير ماسكيرانو والكاميروني أليكس سونج في سد الثغرة ولكنه لم يقدم المطلوب.. هذه هي الأزمة.
على الجانب الأخر يتبقى لأنشيلوتي معرفة هل سيأتي لاعب توتنهام الإنجليزي، الويلزي جاريث بيل في النهاية للريال أم لا، فهذا الأمر ربما يترتب عليه تغيير الأسلوب الخططي وطريقة اللعب، وسواء تمت الصفقة أم لا فخط الوسط يعاني من "تخمة" في النجوم.. الألماني مسعود أوزيل والصاعد إيسكو وآسيير ياراميندي وتشابي ألونسو وسامي خضيرة وأنخل دي ماريا والبرازيلي كاكا، الذي يسعى هو الآخر لتعويض كل اللحظات السيئة التي مر بها وهو مع ريال مدريد من اصابات متكررة لقرارات فنية بجلوسه على دكة البدلاء في موسم ربما يمثل بالنسبة له الفرصة الأخيرة لاثبات أنه صفقة كانت تستحق العناء بالنسبة للريال.
وأخيرا يأتي التحدي الأكبر والأهم بالنسبة للفريقين وهو الألقاب، المسيرة ستكون مليئة وكبيرة بالضغوط، وإن كان الأمر بالنسبة لأنشيلوتي سيكون أكثر صعوبة وسخونة، فقبل أي شيء يأتي الحلم المتكرر قبل أي موسم بالنسبة للملكي وهو تحقيق لقب دوري الأبطال لعاشر مرة، وهو الأمر الذي فشل مورينيو في تحقيقه على مدار ثلاث سنوات كاملة كان خلالها دائما لا يفصله سوى القليل عن المباراة النهائية، بجانب لقب الليجا الذي ضاع الموسم الماضي لصالح البرسا.
وفي الناحية الأخرى يواجه مارتينو نفس التحديات التي تحمل نفس الصعوبة ولكن ربما ليس نفس الضغط.. أيام قليلة وتنطلق الليجا وستظهر بوادر حل وصول أنشيلوتي ومارتينو إلى مفاتيح البرسا والريال أم لا. (إفي)