عمرو فهمي.
القاهرة، 19 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): لم يكن أكثر أنصار المنتخب الجزائري تفاؤلا يتخيل أن الفريق الغائب عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية في آخر نسختين قادر تكرار إنجازات الجيل الذهبي في عقد الثمانينيات والتأهل لنهائيات كأس العالم.
فالجزائر التي غابت عن الساحة العالمية منذ اعتزال فريق رابح ماجر والأخضر بلومي أضحت أواسط العقد الحالي صيدا سهلا للخصوم الأفارقة، وهي العبارة التي تبدو صحتها مع استرجاع تصفيات مونديال 2006 الماضية حين فاز محاربو الصحراء مرة واحدة في عشر مباريات انتهى نصفها بالتعادل، وكانت الهزيمة عنوان أربع منها.
ولا ينسى الجزائريون ما حدث في ملعب عنابة يوم الخامس من سبتمبر/أيلول عام 2004 حين سقط الفريق بين أنصاره بثلاثية نظيفة أمام منتخب الجابون الذي تؤكد الأرقام عدم امتلاكه من التاريخ نصف ما يحمله الخضر في سجلاتهم.
وكأن كلمة السر دائما هي أحد رموز جيل الثمانينيات، أسند اتحاد كرة القدم الجزائري مهمة تدريب المنتخب إلى رابح سعدان الذي سبق وقاد الفريق إلى نهائيات كأس العالم عام 1986 بالمكسيك ليكرر نفس الإنجاز بعدها بقرابة ربع قرن.
وعمد سعدان منذ البداية إلى الهدوء والتوازن في حديثه تاركا التصريحات النارية جانبا، ليبدأ في البحث عن هيكل ثابت للفريق مستفيدا من الوفرة العددية للاعبين المحترفين في أوروبا.
واعتمد سعدان (63 عاما) الجماعية أسلوبا للفريق الجزائري، مستفيدا من وجود مزيج بين الخبرة ممثلة في المهاجم رفيق صايفي وقائد الفريق يزيد منصوري بجانب جيلي الشباب والوسط ممثلين في كريم زياني ونذير بلحاج ومراد مغني.
وواجه سعدان في مرحلة المجموعات الأولى من التصفيات بعض الصعوبات ممثلة في هزيمتين خارج الديار إحداهما أمام السنغال بهدف، والأخرى بنفس النتيجة أمام جامبيا المتواضعة.
إلا أن الجزائريين تقدموا في النهاية إلى المرحلة التالية بفارق نقطة وحيدة عن كل من جامبيا والسنغال، لتمنحهم القرعة مواجهة حساسة مع الفريق المصري الذي كان يعيش فترة مثالية بتتويجه بطلا لأفريقيا مرتين متتاليتين في غياب كامل للجزائر عن الساحة.
وبعد بداية حذرة أسفرت عن تعادل سلبي في رواندا، واصلت الجزائر لعب مبارياتها الداخلية في مدينة البليدة لتحقق الفوز على مصر 3-1 وترتقي صدارة المجموعة مبكرا.
وكان يوم 20 يونيو/حزيران الماضي موعدا لتحقيق محاربي الصحراء أول فوز لهم خارج الديار على مدار التصفيات والذي جاء على حساب زامبيا بهدفين لتضع الجزائر يدا على بطاقة التأهل.
وعلى الرغم من نجاح مصر في اللحاق بالجزائر بالفوز مرتين خارج ملعبها، فضلا عن تفوقها في قمة القاهرة بهدفين، نجح الخضر في تجاوز فكرة العودة إلى النقطة صفر، بتحقيق نصر غال في اللقاء الفاصل بالخرطوم الأربعاء حسم لها بطاقة التأهل.
ويشار إلى أن الجزائر كانت قد بشرت بعودتها إلى الساحة العالمية مرة أخرى خلال لقاء ودي في أغسطس/آب الماضي في ملعبها بالعاصمة شهد فوزها على منتخب أوروجواي، وهو ما أشعر مناصريها حينها بأولى نفحات المونديال. (إفي) ع ن/ش و