سيد (صربيا) (رويترز) - حاول مدثر (18 عاما) من مدينة بيشاور الباكستانية دخول الاتحاد الأوروبي 30 مرة من قبل وفي كل مرة يقبض عليه ويعاد إلى نقطة انطلاقه في صربيا.
وهو الآن يواجه مع 12 شخصا آخرين برد الشتاء في زراعات وحقول تقترب درجات الحرارة فيها من التجمد قرب مدينة سيد في شمال غرب صربيا خارج حدود كرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي على أمل عبور الحدود.
وأمضوا ليالي في خيام ومراكز مؤقتة في زراعات يطلقون عليها اسم "الغابة".
وقال مدثر الذي يرتدي سترة سوداء بغطاء رأس "حاولت 30 مرة، أنا موجود في صربيا منذ 16 شهرا... تعبت من النوم في الغابة".
كان مهاجرون آخرون في هذه الأثناء يتجمعون خارج مصنع بويات مهجور على مشارف سيد ينتظرون وجبة تقدمها لهم مجموعة من المتطوعين الدوليين تحمل اسم (نو نيم كيتشن/ مطبخ بلا اسم).
وتم إغلاق ما كان يطلق عليه طريق البلقان للمهاجرين العام الماضي بعدما وافقت تركيا على وقف تدفق المهاجرين في مقابل مساعدات من الاتحاد الأوروبي ووعد بمنح مواطنيها حق السفر لدول الاتحاد بدون تأشيرة دخول لكن المهاجرين، خاصة من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، استمروا في التدفق على صربيا بالأساس من تركيا عبر بلغاريا المجاورة في محاولة لدخول كرواتيا وبالتالي دخول الاتحاد الأوروبي.
وتظهر بيانات رسمية أن هناك نحو 4500 مهاجر في مخيمات تديرها الحكومة في صربيا. ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن مئات آخرين منتشرين في العاصمة بلجراد والبلدات على امتداد الحدود مع كرواتيا.
وقال محمد (22 عاما) من بلدة وجدة المغربية إنه حاول 26 مرة دخول الاتحاد الأوروبي. في ثلاث مرات منها وصل إلى سلوفينيا لكنه ضبط وأعيد إلى صربيا.
وأضاف "سأحاول مجددا... أسرتي في فرنسا وحبيبتي في إيطاليا".
وقال برونو ألفاريس من مجموعة (نو نيم كيتشن/ مطبخ بلا اسم) إن المهاجرين يتلقون وجبتين في اليوم إضافة إلى الماء والملابس والأحذية والخيام.
وقال ألفاريس "حتى إذا كان الطقس باردا، لا يهم، سيواصلون المحاولة لأن حياتهم لا تتطور في الخيام".
والمهاجرون الذين لا يملكون أجر المهربين عادة ما يختبئون في شاحنات عابرة أو قطارات نقل أو يتسلقون فوقها. وفي الفترة الأخيرة قتلت فتاة أفغانية تحت قطار أثناء محاولتها مع أسرتها عبور الحدود إلى كرواتيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20171220T094005+0000