من ستيفن فاريل
القدس (رويترز) - أطلقت الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية يوم الاثنين مناشدة لجمع 350 مليون دولار لتوفير إمدادات الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين العام المقبل، قائلتين إنهما بحاجة لمزيد من الأموال لكن كان عليهما التزام الواقعية في مواجهة تمويل "منخفض على نحو قياسي".
وقال جيمي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية إن (خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019) ركزت على الفلسطينيين الأشد حاجة للغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه والصرف الصحي.
وأوضح أن التبرعات تراجعت من كثير من المناطق في أنحاء العالم. لكن الإغاثة المحلية تضررت بشدة هذا العام عندما أنهت الولايات المتحدة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تساعد نحو خمسة ملايين فرد.
وقال مكجولدريك في بيان مشترك صدر يوم الاثنين قبيل إطلاق المناشدة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "نواجه مستويات تمويل منخفضة بشكل قياسي هذا العام واحتياجات هائلة ومتزايدة في نفس الوقت".
وأضاف "سنساعد عددا أقل هذا العام، نستهدف 1.4 مليون شخص بالمقارنة مع 1.9 مليون شخص في العام الماضي".
وقال إن الوكالات واجهت صعوبات متعددة منها إضفاء طابع سياسي على المساعدات من قبل "قوى سياسية تستخدم المساعدات أو تتلاعب بها" وهجمات على أنشطتها بهدف نزع الشرعية عن العمل الإنساني.
وسيذهب نحو 77 في المئة من الأموال التي تسعى خطة 2019 لجمعها إلى غزة لأن القطاع الساحلي المكتظ بالسكان يواجه "وضعا إنسانيا مزريا" بعد سنوات من حصار تقوده إسرائيل وانقسامات سياسية بين الفلسطينيين وخسائر بشرية جراء المظاهرات وأحداث العنف المتكررة.
* تقليص وحقوق
تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 365 مليون دولار للأونروا عام 2018، لكنها دفعت فقط شريحة أولى قدرها 60 مليونا قبل أن تعلن في أغسطس آب أنها ستوقف التبرعات.
واعتبرت الخطوة إلى حد بعيد وسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية للدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل.
وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني إبراهيم الشاعر إن القيادة الفلسطينية لن تذعن للضغوط.
وذكر الوزير في بيان أن موقف الشعب الفلسطيني وقيادته وحكومته هو التمسك بالحقوق الشرعية في المساعدات والأموال.
وقال مكجولدريك إن تقليص المساعدات المقدمة للأونروا له "تأثير هائل" على الوكالة ذاتها وتسبب في قصور بمواقع أخرى.
وأوضح قائلا "ربما سد بعض المانحين الفجوات التي خلفتها الولايات المتحدة وقد يدفعهم ذلك إلى تقديم تمويلات في قنوات أخرى لنا بمجال العمل الإنساني".
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي أراض استولت عليها إسرائيل واحتلتها في حرب عام 1967.
وتقول إسرائيل إن الجدار العازل ونقاط التفتيش والقيود على تحركات الأفراد والسلع من وإلى قطاع غزة هي إجراءات أمنية ضرورية لحماية الإسرائيليين.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)