واشنطن، 13 أكتوبر/تشرين أول (إفي): اختتم رئيس الحكومة الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو مساء اليوم أول زيارة له إلى واشنطن، منذ خمس سنوات، التقى خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بلوسي، ليبدأ جولة شرق أوسطية من أجل دفع جهود السلام في المنطقة.
ويستهل ثاباتيرو جولته غدا بالعاصمة السورية دمشق، في أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة إسبانية للبلد العربي منذ عام 1999 ، وتشمل جولة المسئول الإسباني الكبير أيضا الأراضي الفلسطينية، وإسرائيل والأردن ولبنان، حيث يلتقي بالقوات الإسبانية المنتشرة في جنوب البلاد.
وتسعى زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى تأكيد تأييد مدريد للجهود الدولية الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، والترويج للأجندة الإسبانية خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام المقبل.
ومن المقرر أن يلتقي ثاباتيرو في سوريا بالرئيس بشار الأسد، في إطار جهود إسبانيا لتقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب، التي تعتبر خطوة محورية لدفع السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وتعتبر إسبانيا أن الخطوات التي قطعتها سوريا من أجل التقارب مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من شأنها تعزيز حظوظ دمشق لتوقيع اتفاقية الشراكة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، أواخر الشهر الجاري، وهو الأمر الذي سيسهم بدوره في خلق سيناريو جديد في المنطقة.
وعقب لقائه في البيت الأبيض بالرئيس باراك أوباما أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اليوم أنه "سيبذل أقصى جهد في أفغانستان أو في أي مكان آخر في العالم".
كما تطرقت مباحثات الرئيس الأمريكي وثاباتيرو لقضية معتقل جونتانامو، وتحديد عدد المعتقلين الذين ستستقبلهم إسبانيا، في إطار دعم الحكومة الاشتراكية لجهود الإدارة الأمريكية لإغلاق المعتقل، كما تناولت أيضا البرنامج النووي الإيراني وقضية الشرق الأوسط، وامريكا اللاتينية وتوابع الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأبرز الرئيس الأمريكي أن إسبانيا احتلت في الربع الثالث من العام الحالي المرتبة الأولى في الاستثمار في الأسواق الأمريكية، بينما تعتبر الولايات المتحدة أكبر مستثمر أجنبي في إسبانيا، مبرزا الريادة الإسبانية في مجال الطاقات المتجددة، ووسائل المواصلات فائقة السرعة.
وأكد الزعيمان اليوم أن بلديهما يفكران في إقامة محفل للاستثمار والتعاون بمشاركة مؤسسات وشركات حكومية وخاصة من الولايات المتحدة وإسبانيا.
وهنأ الرئيس الأمريكي ثاباتيرو بقرب تولي إسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، معتبرا أنها فرصة طيبة من أجل تعزيز ودفع التعاون الثنائي بشأن قضايا تتعلق بالوضع في كوسوفو وتحسين العلاقات مع روسيا.
وقال ثاباتيرو أن إسبانيا من موقعها على رأس الاتحاد الأوروبي ستعمل على زيادة التعاون مع قمة الأمان النووي التي ستعقد في أبريل/نيسان القادم في واشنطن، معربا عن تأييده التام للاقتراح الأمريكي بشأن خفض السلاح النووي الذي تقدم به أوباما للأمم المتحدة.
وفيما يختص بالشرق الأوسط، إحدى القضايا التي تناولها الزعيمان بعمق وتحليل، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى اتفاق وجهات نظر الجانبين فيما يتعلق بأن الفرصة مواتية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي من شأنه العمل على تحقيق السلام في كثير من بقاع العالم.
وبدوره أكد أوباما أن البلدين متفقان على ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لإنجاز حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب على أساس السلام والتعايش والأمن.
وابرز التليفزيون الإسباني في تعليق على زيارة ثاباتيرو للولايات المتحدة أن هذه الزيارة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية للولايات المتحدة واستقباله في البيت الأبيض من قبل رئيس أمريكي منذ عام 2004 تعكس مدى التقارب وعمق العلاقات بين مدريد وواشنطن في الوقت الراهن.
وأشاد محللون وخبراء في العلاقات الأمريكية الإسبانية أن الولايات المتحدة تعتبر إسبانيا حليف أساسي وهام لها وخاصة مع تولي مدريد لرئاسة الاتحاد الأوروبي في مرحلة تجعل منها حجر الزاوية لإعادة تدشين العلاقات عبر حلف الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما أوضحوا أن إسبانيا تعد حليفا أساسيا لواشنطن، من منطلق الالتزام الذي أبدته حكومة ثاباتيرو نحو الصراع في أفغانستان، وإزاء التفهم الإسباني لأهمية قضية جونتانامو.(إفي)