Investing.com – تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام بشكل قوي اليوم الخميس، بعد أن ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين أمام اليورو بعد أن قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي أن البنك ملتزم بالإجماع باستخدام تدابير غير تقليدية إذا لزم الأمر.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، تراجعت عقود النفط الخام الأمريكي تسليم كانون الاول/ديسمبر بنسبة كبيرة بلغت 1.39٪ أو ما يعادل 1.09 دولار، ليتداول عند 77.59 دولار للبرميل خلال التعاملات الصباحية بتوقيت الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة العمل الأميركية ان عدد الأفراد الذين تقدموا للحصول على إعانات البطالة الأولية قد تراجع بمقدار 10 الأف شخص إلى 278 ألف الأسبوع الماضي. وكان المحللون يتوقعون أن تنخفض طلبات الإعانة بمقدار 3 الأف شخص فقط.
وبذلك، يبقى عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة لأول مرة تحت مستوى الـ300 ألف للأسبوع الثامن على التوالي، مما يشير إلى أن الإنتعاش في سوق العمل يكتسب الزخم.
كما إنخفضت مطالبات البطالة المستمرة للاسبوع المنتهي في 25 تشرين الاول/أكتوبر إلى أدنى مستوى لها في 14 عاما إلى 2.348 مليون. وكان المحللون يتوقعون أن تنخفض المطالبات المستمرة إلى 2.360 مليون شخص، من 2.387 مليون في الأسبوع السابق.
وبذلك، يصل المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع إلى 279 ألف شخص، وهو أدنى مستوى منذ نيسان/أبريل 2000. ويعتبر المتوسط الشهري بمثابة مقياس أكثر دقة لاتجاه سوق العمل لأنه يقلل من تقلبات البيانات من أسبوع إلى أسبوع.
والأن يتطلع المستثمرون قدما إلى تقرير الوظائف غير الزراعية والذي سيصدر يوم غد الجمعة، بحثاً عن المزيد من المؤشرات على قوة الانتعاش في سوق العمل.
ويتوقع محللو السوق أن تظهر البيانات أن الاقتصاد الامريكي أضاف 231 ألف وظيفة في تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن أضاف 248 ألف الشهرالماضي.
وكانت عقود النفط قد تعرضت لضغط عمليات بيع كثيفة في الأسابيع الأخيرة لعدة أسباب تتعلق بالعرض وكذلك بقوة الدولار، وسط تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتحرك بإتجاه رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ ثماني سنوات بعد انهاء برنامجه الشهري لشراء السندات، المعروف أيضا باسم التسهيل الكمي، والذي أنهاه البنك خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي مكان آخر في بورصة العقود الآجلة، تراجعت عقود نفط برنت الآجلة تسليم شهر كانون الاول/ديسمبر بنسبة 0.78٪ أو ما يعادل 68 سنتاً لتتداول عند 82.28 دولار للبرميل.
وكانت هذه العقود قد تراجعت يوم أمس بمقدار 1.4٪ لتصل إلى 81.64 دولار للبرميل، وهو مستوى لم تشهده منذ تشرين الاول/أكتوبر من عام 2010.
وفي وقت سابق اليوم، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى منذ آب/أغسطس 2012 مقابل اليورو بعد أن قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ان البنك سيبدأ قريبا يعمليات شراء الأوراق المالية المدعومة بأصول وأشار إلى أن المزيد من التدابير غير التقليدية على الطريق.
وبعد ذلك، إرتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلسة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.53٪ ليسجل 88.01 نقطة وهو أعلى مستوى له في 4 سنوات.
وتراجعت أسعار برنت المتداولة في لندن بما يقرب من 28٪ منذ حزيران/يونيو، عندما ارتفعت لتقترب من مستوى 116 دولار، في حين فقد خام غرب تكساس الوسيط 27٪ من قيمته منذ أن وصل لمستوى 107.50 دولار في حزيران/يونيو.
وقد أثرت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي جنبا إلى جنب مع المؤشرات التي رجحت أن لا تقوم منظمة البلدان المصدرة للبترول بخفض الانتاج لدعم أسواق النفط على الأسعار، التي تراجعت بقوة في الأسابيع الأخيرة.
وكانت منظمة أوبك قد أعلنت الشهر الماضي أنها قد وصلت لمعدل إنتاج قدره 31 مليون برميل يومياً خلال شهر أيلول/سبتمبر وهو أعلى مستوى للمنظمة في عامين. ومن بين أهم الأسباب لإرتفاع المعدل اليومي، الزيادة في إنتاج كل من العراق وليبيا.
ويعتقد بعض المحللين أن هنالك أمر واحد سيوقف إنخفاض الأسعار في السوق وهو خفص الانتاج من قبل اوبك، وبخلاف ذلك سيستمر النفط في التراجع.
ومن المقرر أن تجتمع المنظمة العالمية في فيينا في 27 من الشهر الحالي، ممثلة بوزراء النفط في كل من الدول الأثنتي عشر الأعضاء، للنظر في ما إذا كان ينبغي تعديل مستوى إنتاجها مع حلول أوائل عام 2015.