من أليكس لولر
لندن (رويترز) - توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الأربعاء زيادة الطلب على نفطها في 2018 وقالت إن اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرمته مع منافسين يتخلص بنجاح من تخمة المعروض من الخام مشيرة إلى سوق عالمية تشهد شحا في المعروض قد يؤدي إلى عجز بين العرض والطلب في العام القادم.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن السوق قد تجد دعما في الشتاء من انخفاض مخزونات الوقود المقطر والتوقعات لانخفاض درجات الحرارة مما سيعزز الطلب على نواتج التقطير من أجل التدفئة.
وأضافت أوبك أن العالم سيحتاج إلى 33.06 مليون برميل يوميا من الخام الذي تنتجه المنظمة العام القادم بارتفاع قدره 230 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. وهذه الزيادة هي الثالثة على التوالي في التوقعات من تقديرها الأول الذي وضعته المنظمة في يوليو تموز.
ويبرز التقرير الثقة المتنامية لدى مسؤولي أوبك في نجاح اتفاق المنظمة لخفض الإنتاج. وتلقى النفط دعما من الاتفاق لكن جرى تداوله دون 57 دولارا للبرميل يوم الأرربعاء. ومازالت أسعار النفط عند نصف مستويات منتصف 2014.
وقالت أوبك في التقرير "مع اتجاه السوق إلى موسم الشتاء، تشهد إمدادات الوقود المقطر توازنا على نحو ملحوظ، وهو ما يمثل تغيرا مقارنة مع الفائض في الإمدادات خلال العامين الأخيرين.
"أوبك ومنتجو النفط الرئيسيون من خارجها يمضون قدما في تخليص سوق النفط من الكميات الفائضة".
وفي اتفاق يهدف إلى التخلص من التخمة، تخفض أوبك الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميا في حين تقلص روسيا ومنتجون آخرون غير أعضاء في المنظمة الإنتاج بنصف تلك الكمية حتى مارس آذار 2018.
وقالت المنظمة التي تضم 14 عضوا إن إنتاجها النفطي في سبتمبر أيلول، بحسب تقديرات مصادر ثانوية، جاء دون توقعات الطلب وإن كانت الإمدادات زادت قليلا.
وتعني الأرقام أن مستوى التزام أوبك بتعهد خفض الإنتاج بلغ 98 بالمئة وفقا لحسابات رويترز ارتفاعا من 83 بالمئة بحسب التقديرات الأولية لشهر أغسطس آب في الوقت الذي قادت فيه نيجيريا وليبيا المعفيتان من التخفيضات الزيادة في سبتمبر أيلول.
وقالت المنظمة إنها ضخت 32.75 مليون برميل يوميا في سبتمبر أيلول بارتفاع حوالي 89 ألف برميل يوميا مقارنة مع أغسطس آب. وأشار التقرير إلى أنه إذا واصلت أوبك الضخ عند مستويات مماثلة لمستويات سبتمبر أيلول فإن السوق قد تتحرك صوب تسجيل عجز في العام القادم.
وفي مؤشر آخر إلى انحسار فائض المعروض، قالت أوبك إن مخزونات الاقتصادات المتقدمة انخفضت 24.7 مليون برميل في أغسطس آب إلى 2.996 مليار برميل وهو ما ينطوي على زيادة قدرها 171 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات.
وخفضت أوبك تقديرها لنمو المعروض من الدول المنتجة غير الأعضاء بالمنظمة العام القادم متوقعة زيادة قدرها 940 ألف برميل يوميا، وهو ما يمثل انخفاضا قدره 60 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة، بسبب تعديلات بالخفض للإمدادات من روسيا.
وقال التقرير "أسعار النفط من المتوقع أن تبقى في نطاق من 50 إلى 55 دولارا (للبرميل) في العام القادم".
وقالت مصادر بأوبك إن تقديرات الأسعار الواردة في التقرير هي افتراضات وليست توقعات. ولا تصدر أوبك توقعات للأسعار.
ورفعت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2017 و2018 قائلة إن الاستهلاك سيرتفع بمقدار 1.38 مليون برميل يوميا العام القادم بزيادة قدرها 30 ألف برميل يوميا عما كان معتقدا في السابق.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)