من دارين بتلر وأيالا جان ياكلي
اسطنبول (رويترز) - قالت منظمة اغاثة تركية يوم الاثنين إنها سترسل سفنا إلى غزة مرة أخرى لتحدي الحصار الاسرائيلي للقطاع بعد أربعة أعوام من هجوم قوات خاصة إسرائيلية على أسطولها من السفن التي كانت في طريقها إلى غزة مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص.
ويبدو أن هذه الخطة ستضيف عقبة جديدة في طريق جهود إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية المتدهورة بين تركيا وإسرائيل في حين بدأت أنقرة لتوها تسيير جسر جوي لنقل الجرحى الفلسطينيين إلى تركيا ونقل مساعدات إلى غزة.
ونقل شاب فلسطيني وثلاث نساء من تل أبيب إلى أنقرة جوا خلال الليل لتلقي العلاج بعدما بحثت تركيا الأمر مع إسرائيل. وهذه أول خطوة تقوم بها أنقرة لإجلاء ما يحتمل أن يقدر عددهم بآلاف المصابين من قطاع غزة.
وكشف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن تفاصيل مبادرة المساعدة الأسبوع الماضي بعد شهر من المواجهة الدامية التي أسفرت عن مقتل 1910 فلسطينيين و67 إسرائيليا.
لكن أي نوايا طيبة نتجت عن هذا التحرك ربما تتعرض للخطر بعد إعلان مؤسسة الاغاثة الانسانية (آي.اتش.اتش) في بيان عبر البريد الالكتروني أن أعضاء "تحالف" من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين من 12 دولة التقوا في اسطنبول في مطلع الأسبوع وقرروا اطلاق قافلة "في ظل أحدث عدوان اسرائيلي على غزة".
وأضافت المؤسسة أن "تحالف أسطول الحرية أكد ذلك نظرا لأن أغلب الحكومات متواطئة. المسؤولية تقع على المجتمع المدني لتحدي الحصار الاسرائيلي لغزة."
ولم تخض متحدثة باسم المؤسسة في تفاصيل لكنها قالت إن المنظمة ستعقد مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء.
وقتل تسعة أتراك في مايو أيار 2010 في المياه الدولية بعدما هاجم جنود اسرائيليون سفينتهم مافي مرمرة التي كانت تقود اسطولا من السفن لفك حصار اسرائيل المستمر منذ سبع سنوات لغزة. وتوفي ناشط تركي عاشر في مايو أيار جراء الجروح التي أصيب بها في الهجوم.
وبدأ التوتر في علاقات تركيا وإسرائيل منذ اواخر عام 2008 بسبب هجوم اسرائيلي سابق على قطاع غزة.
ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي انتخب رئيسا جديدا للبلاد يوم الأحد من بين أشد المنتقدين للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وشبه إردوغان خلال حملته الانتخابية ما تفعله إسرائيل في غزة بما فعله هتلر وحذرها من "الغرق في الدماء التي تريقها".
وشجبت إسرائيل تصريحات إردوغان وقالت إن هجومها هدفه وقف الهجمات الصاروخية من غزة وتدمير الأنفاق التي استخدم مسلحون بعضها للتسلل إلى إسرائيل.
وتؤوي تركيا أكثر من مليون لاجئ جراء الحرب في سوريا وهي تلعب دورا رئيسيا في تطوير إقليم كردستان العراقي سعيا لتكون قوة مركزية في الشرق الأوسط الذي يشهد تغييرات متلاحقة.
وعلى الرغم من تصدع العلاقات مع إسرائيل تأمل تركيا من خلال علاقاتها بالسلطات الفلسطينية في لعب دور في التوسط من أجل تسوية طويلة المدى في قطاع غزة.
وفي تركيا انحياز شعبي للفلسطينيين وكثيرا ما نزلت مظاهرات إلى الشارع في الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على هجوم إسرائيل في قطاع غزة.
ووصل المصابون الفلسطينيون الأربعة إلى تركيا يوم الاثنين بعد يوم من الاتفاق يوم الأحد على هدنة قصيرة جديدة في غزة مدتها 72 ساعة.
وقال أسامة النجار المتحدث باسم وزارة الصحة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة إن 60 مصابا آخرين سيتم نقلهم جوا إلى تركيا يوم الاثنين. واضاف أن السلطة الفلسطينية ساعدت في ترتيب نقلهم من غزة إلى إسرائيل.
وقال داود أوغلو إن تركيا تعتزم نقل نحو 200 مصاب في أولى مراحل الخطة بينما قال وزير الصحة محمد مؤذن أوغلو إن أنقرة مستعدة لإرسال فريق طبي مؤلف من 60 فردا ليقيموا مستشفى ميدانيا في المنطقة إذا ما صدرت موافقة بذلك.
وأرسلت هيئة الكوارث والطوارئ التركية شحنة مساعدة أولية تضم 350 طردا بمواد غذائية من أنقرة إلى مطار بن جوريون في تل أبيب مساء الاثنين في إطار الجسر الجوي.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)