بروكسل، 2 ديسمبر/كانون أول (إفي): مثلت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون اليوم الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي في لقاء هيمن عليه دفاعها عن قلة خبرتها التي اتخذها البعض ذريعة لتوجيه سهام النقد نحوها.
وصرحت أشتون أمام أعضاء البرلمان: "أعتقد أنني أمتلك كافة المؤهلات اللازمة لتولي هذا المنصب، فلقد تم اختياري من قبل رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
ونفت المنسقة ما تردد عن قصر مسيرتها الدولية، مشيرة إلى أن اختيارها في هذا المنصب كان بمثابة "مفاجئة"، وأصرت على تمتعها "بالإعداد والخبرة اللازمة طوال 28 عاما في مجال المفاوضات".
وكان نصيب الأسد من الانتقادات التي وجهت لأشتون من جانب الأحزاب المحافظة البريطانية التي سألتها عن ماضيها مع إحدى منظمات مكافحة التسلح النووي البريطانية والمتهمة بالحصول على تمويل من الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات.
وخضعت المنسقة لأسئلة نواب البرلمان الأوروبي، الذي سيصادق على تعيينها بجانب المفوضية الأوروبية الشهر المقبل، لمدة ساعتين كاملتين.
وتعهدت أشتون اليوم، التي ستشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الأوروبي، طبقا للتغييرات التي قدمتها معاهدة لشبونة، بالدفاع عن قيمة الاتحاد الأوروبي في العالم بأكمله.
وأكدت المنسقة أنها لن تصبح "امتدادا" للحكومة البريطانية، بل ستعمل من أجل مصلحة القارة الأوروبية للرد على الأقاويل التي أثيرت حول أنها ستتبنى مواقف بلادها التي غالبا ما تعارض التحركات المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي.
وأصرت أشتون على أنها ستبحث دائما عن نقاط الاتفاق بين الأعضاء الـ27 في الاتحاد، بعد أن شددت على أن الدول الصغيرة ستلعب دورا أكبر في التحركات الخارجية.
ولم ترغب المسئولة في إعطاء تفاصيل واضحة حول المواقف التي ستتخذها أمام بعض القضايا مثل العلاقة مع كوبا والموقف من القراصنة الصوماليين، مطالبة بإعطائها بعض الوقت للتنسيق مع الدول الأعضاء بشأن تلك القضايا.
وجاءت تصريحات أشتون بصدد بعض القضايا الأخرى الأكثر وضوحا مثل الملف النووي لإيران، حيث راهنت على وجود حل دبلوماسي للأزمة، ولكنها لم تستبعد في نفس الوقت "فرض عقوبات على طهران" عقب قراراتها الأخيرة.
كما أعربت المنسقة عن رغبتها في "توطيد" التعاون مع الولايات المتحدة في أفغانستان.
وصرحت أشتون أمام البرلمان الأوروبي: "ندرس حاليا ما طرحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسنتعاون بشكل قوي في بعض المجالات معه مثل إعداد وتهيئة قوات الأمن".
وتابعت الدبلوماسية الأوروبية: "الاتحاد الأوروبي ساهم في إضافة قيمة كبيرة في بعض متعلقات الملف الأفغاني وأهمها إعداد قوات الأمن، ويجب علينا الاستمرار في نفس المسار".
كما أظهرت المسئولة استعدادها لدفع عجلة الحوار مع موسكو في بعض الموضوعات ذات الحساسية العالية مثل أمن إمدادات الطاقة ومواقف حقوق الإنسان.(إفي)