بكين، 6 يناير/كانون ثان (إفي): تسعى بكين بحلول عام 2020 إلى تحويل جزيرة هاينان، الوحيدة ذات المناخ الاستوائي في الأراضي الصينية، إلى مقصد سياحي ينافس شواطئ هاواي الأمريكية وبالي بإندونيسيا وبوكيت بتايلاند وبوراكاي بالفلبين.
وتأمل الخطة الصينية الطموحة، التي أعلن عنها في مؤتمر صحفي، إلى تحويل شواطئ الجزيرة، التي يرتادها غالبا المصطافين الروس، إلى "هاواي" جديدة في منطقة جنوب شرق آسيا.
وتتوقع بكين أن تؤدي هذه الخطة، التي تتعدى تكلفتها مليارات الدولارات، إلى جعل قطاع السياحة يمثل 12% من اقتصاد الجزيرة التي تبلغ مساحتها 34 ألف كلم مربع وعدد سكانها 8 مليون نسمة.
وتسعى الصين لتحقيق عدة أهداف من هذه المبادرة أبرزها تقليل اعتماد اقتصاد الجزيرة على مجال الزراعة، فضلا عن تحسين وضعها الاقتصادي بشكل عام حيث تعد أفقر مناطق البلاد بالنسبة إلى معدل إجمالي ناتجها المحلي.
وتتضمن الخطة عدة خطوات أبرزها إنشاء عدد أكبر من الفنادق الترفيهية عالية المستوى، فضلا التعاقد مع عدد من شركات السياحة البحرية والرياضات المائية لإدراج الجزيرة الآسيوية ضمن أهم نقاط مساراتها.
ومن جانبها أعلنت جريدة (جلوبال تايمز) أن الخطة ربما تطرح احتمالية إنشاء كازينوهات للقمار بالجزيرة، وهو الأمر الذي سيجعلها في حالة حدوثه ثاني مدينة صينية تحتوي على منشآت لممارسة هذه الأنشطة الترفيهية بعد ماكاو.
وتسببت هذه الخطة في إثارة غضب فيتنام، جارة الصين، بسبب تضمنها لأرخبيل متنازع عليه بين الطرفين تسبب في نشوب الحرب بينهما في 1974 مما أسفر عن مصرع 53 فيتناميا و18 صينيا وسيطرة بكين عليه.
ووقعت هذه المعركة على الرغم من وجود اتفاقية ثنائية بين الصين وفيتنام في 1954 تؤكد سيادة الأولى على أراضي الأرخبيل المعروفة باسم "الرمال الصفراء" أو "الرمال الغربية".
وعقب علم حكومة هانوي بالمخطط الصيني وصفت وزارة الخارجية الفيتنامية في 4 من الشهر الجاري تطلعات بكين السياحية الطموحة بأنها تمثل "انتهاكا لسيادة فيتنام على أراضيها".
وجاء رد حكومة بكين الثلاثاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية يانج يو، مؤكدا أن "الصين تتمتع بسيادة غير قابلة للنقاش على الأرخبيل".
يذكر أن النزاع في بحر الصين الجنوبي، الذي امتد ليشمل مجموعة أخرى من الجزر أبرزها المعروفة باسم سبراتلي، وتؤكد كل من الفلبين وتايوان وماليزيا والصين وفيتنام أحقيتها في أراضيها، كان السبب الرئيسي وراء عرقلة التنمية السياحية بجرز المنطقة وأبرزها هاينان.
ولا يعني هذا الأمر إصابة حركة التنمية السياحية في هاينان بالشلل، حيث تعد مدينة سانيا التابعة لها من أكبر المقاصد السياحية للسكان المحليين والروس.
وتكتظ شواطئ سانيا بالروس بل ولافتات إرشادية وإعلانية مكتوبة بالأبجدية الروسية، ومطاعم تقدم مأكولات شعبية روسية.(إفي)