القدس، 19 يونيو/حزيران (إفي): أعلن مصعب أو حاليا "جوزيف"، نجل القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية حسن يوسف، وعميل المخابرات الإسرائيلية السابق، اعتزامه تصوير أول فيلم "نقدي" عن النبي محمد، وأشار إلى أن هدفه يكمن في إظهار الإسلام أمام العالم كـ"دين حرب"، على حد قوله.
وقال مصعب أمام عشرات الصحفيين خلال مؤتمر صحفي "إننا نرى في العالم الحر أفلاما عن زعماء كثيرين، إلا واحد: وهو محمد، الذي لا يجرؤ أحد على مسه".
مصعب، الذي تحول من عضو في حماس الى جاسوس للشاباك لمدة عشرة أعوام، قبل أن يعتنق المسيحية ويلجأ الى الولايات المتحدة، اعتبر أن "الوقت حان لفعل ذلك"، وأن مشروع الفيلم الذي ينوي إعداده بالتعاون مع صديق أمريكي يهودي يدعى سام فيوير، يأتي في إطار حملة شخصية من أجل الحرية والديمقراطية، ويسعى الى تقديم "التاريخ بشكل دقيق".
كما يرى أن "الناس إذا كانوا لا يتمتعون بالحرية، فلن يكون بمقدورهم رؤية الحقيقة، وبذلك سنواصل رؤية المزيد من التطرف، والمزيد من الكراهية، والمزيد من العنف".
مصعب حسن يوسف (34 عاما)، الذي كان يلقب بـ"الأمير الأخضر"، عندما كان عضوا في كتائب القسام، انضم إلى سام فيوير لإصدار الفيلم الجديد، بعد إصدار كتابه "ابن حماس" (2010) الذي سرد فيه تجربته مع الحياة، ولا يخفي الصديقان قناعتهما بأن العمل الجديد الذي ينويان القيام به يعد بمثابة برميل بارود، قياسا على رفض المسلمين تجسيد شخصية النبي محمد أو انتقاده.
ولكن مصعب أو جوزيف كما سمى نفسه بعد اعتناقه للمسيحية، والذي لا يخفي تبرؤه من الديانة التي ولد عليها وترعرع في كنفها، يرى أن الوقت قد حان "لقول الحقائق"، وهو ما يشمل تقديم تحليل نقدي "للمثل الأعلى" لأي مسلم، وهو النبي محمد، على حد قوله.
وتساءل خلال المؤتمر الصحفي "هل قتل محمد من يعارضونه؟، الإجابة نعم. هل تزوج بفتاة عمرها تسعة أعوام؟، الإجابة نعم. إذن، كيف يمكن القول إن الإسلام دين سلام".
وأضاف "ما أقوله للمسلمين هو ما تقوله كتبهم ..أقول لهم حقيقة دينهم كي لا يعيشون في الظلام"، مشيرا الى قصته الشخصية في كنف عائلة مسلمة متدينة كدليل على انه على "حق"، وعلى ان تقديم فيلم من هذا النوع يعد بالنسبة له "مسئولية أخلاقية".
وناشد مصعب والده، الشيخ حسن يوسف، وهو من أهم قاده حماس في الضفة الغربية، بأن يعمل على "هجر وتفكيك الوحش الذي صنعه".
ويعيش السيناريست والمنتج الذي تبرأت منه عائلته، منفيا منذ 2007 في الولايات المتحدة، حيث تعرف على فيوير الذي يبحث معه أيضا تحويل "ابن حماس" إلى فيلم ينتظر أن يتم تقديمه في دور العرض العام المقبل.
ومن جانبه قال فيوير، وهو مدير شركة "سيكث سينس"، الذي ظهر إلى جوار مصعب خلال المؤتمر الصحفي، إن الفيلم الذي يدور حول النبي محمد يعتمد على فكرة ميل جيبسون التي قدم بها فيلم "آلام المسيح" عام 2004.
وفي هذا الصدد، قال مصعب: "المسيحيون صنعوا أفلاما حول المسيح ولم يخرج أحد للشوارع احتجاجا على ذلك"، مشيرا إلى ما اعتبره ضرورة الحديث، وللمرة الأولى، عن موضوعات مثل قصة النبي محمد وجذور التطرف الإسلامي، حيث "إننا إذا لم نعمل على تغيير تلك الإيدولوجية فإن الكثير من الناس سوف يعيشون في الظلام لفترة طويلة". (إفي)