Investing.com - على الرغم من الحماس العالمي الذي لا يمكن إنكاره، والذي تجلى في صورة قيمة سوقية بلغت 700 مليار دولار في يناير من هذا العام، فقد واجهت العملات الافتراضية حصتها العادلة من العقبات أثناء محاولتها ليتم تبنيها بشكل عام.
وعلى وجه الخصوص، وجهت آلية تمويل الرموز المميزة "توكن" انتقادات من المؤسسات الكبيرة في جميع أنحاء العالم، إذ حظرت فيسبوك وجوجل ومؤخرا تويتر الإعلانات الخاصة بالعملات الافتراضية أو عمليات طرح العملة "ICO".
وأوضح مسؤول تنفيذي في شركة "R&D" للبرمجيات، التي تستخدم إعلانات فيسبوك على وجه الخصوص لاكتساب عشرات الآلاف من المستخدمين العالميين لأنظمة البرامج الموزعة، أن النظام الأساسي للإعلانات هو وسيلة فعالة لتقديم أحدث التقنيات وتوعية الجماهير، وبالتالي يمثل هذا الحظر ضربة مخيبة للآمال لزيادة الوعي العالمي بتكنولوجيا البلوكتشين.
وفي نفس الوقت، هناك جهات سيئة النية تستفيد من الحماس الخاص بالمشاريع القائمة على البلوكتشين لخداع المستثمرين. وبدلا من ترك المستخدمين يتحملون مسؤولية التمييز بين الجهات السيئة وتلك التي تستفيد من التمويل الجماعي بشكل جدي، اختارت شركات الإعلان العملاقة القيام بحظر واسع النطاق إلى أن يتم تأسيس طريقة أفضل لفحص مشاريع التشفير.
ومن ضمن عمليات الاحتيال، انتحال شخصية شركة "تليجرام" الشهيرة لجمع ملايين الدولارات من المشاركين المتحمسين بشأن عملية طرح العملة الخاصة بالشركة. وردا على عمليات الاحتيال المتزايدة في هذا المجال، أصدر فريد فيلسون مجموعة من المباديء التوجيهية والتي تحث المستثمرين على التحقق من خصائص مثل مصداقية الفريق، وتقدم التكنولوجيا، وضرورة استخدام التكنولوجيا اللامركزية في المشروع الذين يريدون الاستثمار فيه.
وعلى الرغم من أن إمكانات التكنولوجيا اللامركزية وإمكانية الوصول إلى فرص الاستثمار على نطاق أوسع تستحق التحدي والمخاطرة بالنسبة للمستثمرين، إلا أنه بالنسبة لشركات الإعلانات الضخمة مثل جوجل وفيسبوك وتويتر، فإن عمليات الاحتيال تطغي على تحقيق المكاسب.
وللتمويل الجماعي في مجال التشفير عدة فوائد، أهمها أن العملات الافتراضية تسمح بالمعاملات مباشرة بين المشاركين، دون أن يكون لها نقطة تحكم مركزية. ويعد التمويل الجماعي للرموز المميزة طريقة تقوم بها مجموعة من الداعمين من خلالها بشراء رموز، غالبا في مرحلة مبكرة، لتوفير رأس المال الذي سيتم استخدامه لبناء شبكة العملة وصيانتها.
وبالتالي فإن معظم مشاريع التشفير يتم تمويلها من قبل مجموعة من المشاركين المتحمسين للمشروع، كما يسمح هذا النموذج من التمويل للمستثمرين بالحصول على ما يعتبرونه فرصة مهمة والمساعدة في تشكيل مستقبل تكنولوجيا التشفير.
وعلى صعيد آخر، ظهر حانب مثير للدهشة في عالم التفشير، وهو ميل الشركات إلى العطاء الخيري، إذ قدمت شركة ريبل مساهمة خيرية هائلة في شكل تبرع يعادل 29 مليون دولار لتمويل المدارس العامة، وقدمت شركة " فوغ كوين" 2% من قيمة عملاتها إلى المؤسسات التعليمية.
ولكن لسوء الحظ، فإن الحظر الشامل على العملات الافتراضية من فيسبوك وتويتر وجوجل، قد يحول دون اكتشاف مستخدمي هذه المواقع المشاريع الخيرية.