مالاجا، 31 يوليو/تموز (إفي): في أكتوبر/تشرين أول عام 2010 ، قال الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني لوسائل إعلام نادي مالاجا الإسباني بعد قليل من استحواذه عليه "نود صنع فريق قادر على منافسة الكبار في الليجا"، في تصريحات باتت تأخذ جدية كاملة بعد نحو تسعة أشهر.
فخلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، أنفق النادي الأندلسي 58.3 مليون يورو على الصفقات الجديدة، بحثا عن احتلال مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد، ليكون الأكثر صرفا للأموال على مستوى العالم.
وتتفوق هذه القيمة على ما أنفقه ثلاثة من كبار أوروبا حتى الآن هم مانشستر يونايتد (57.3 مليون يورو) وريال مدريد (55) وبرشلونة (26).
وعرف آل ثاني، الذي قام بشراء النادي من عائلة (سانز) مقابل 50 مليون يورو، كيف ينقذه من بدايته المتعثرة في الموسم الماضي، الذي شهد ارتفاعا في الميزانية من 25 إلى 70 مليون يورو.
وأدخلت الإدارة الجديدة سريعا الثقة في نفوس جماهير النادي، بالتعاقد مع مدير فني شهير هو التشيلي مانويل بيليجريني مدرب ريال مدريد السابق قبل أن تسلم الإدارة الرياضية لأنطونيو فرنانديز، فضلا عن اعتماد سياسة تعاقدات شجاعة خلال فترة الانتقالات الشتوية بصفقات بلغت قيمتها الإجمالية 25 مليون يورو.
ولم يتوقف مالاجا عن هذا الحد، فتعاقد مؤخرا مع فرناندو هيرو المدير الرياضي السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم كممثل للنادي أمام الهيئات الرياضية، فيما وضعت خطة شاملة لتحسين المنشآت، فضلا عن بناء مدينة رياضية أخرى في المستقبل تتضمن 17 ملعبا.
وحملت الصفقات هذا العام رائحة المفاجآة لقوة أسمائها، فقد ضم النادي إلى الآن كلا من الهولنديان رود فان نيستلروي ويوريس ماتيسين والفرنسي جيريمي تولالان والأرجنتيني دييجو بونانوتي فضلا عن الإسبان سانتياجو كازورلا وفرانسيسكو سواريز "إسكو" وإجناسيو مونريال وخواكين سانشيز وسيرخيو سانشيز.
وإذا ما أضيف هؤلاء إلى أسماء مثل أنطونيو أبونيو والمدافع الأرجنتيني مارتين ديميكيليس والبرتغاليين دودا وإليسيو والبرازيلي جوليو بابتيستا والإيطالي إنزو ماريسكا والفنزويلي سولومون روندون، فإن مالاجا بات يملك دون أدنى شك الفريق الأفضل في تاريخه.
ولا تتحدث المدينة الأندلسية عن شيء آخر بخلاف الفريق الذي صنعه الشيخ العربي، خاصة بعد أن وصل عدد أعضاء النادي إلى 26 ألف و500 عضو، أكبر رقم في تاريخه، في الوقت الذي تنتظر فيها قائمة تضم ألفا آخرين، ما يجعل ملعب "لاروساليدا" يبدو الآن صغيرا للغاية لاحتضان كل هؤلاء حيث يسع 28 ألف و900 متفرج.
ويؤكد خوسيه كارلوس بيريز مستشار النادي والرجل الثالث في هيكله الإداري، خلف آل ثاني ونائبه وذراعه اليمنى عبد الله غبن: "قضيت أعواما طويلة في مالاجا، وقدوم لاعبين مثل فان نيستلروي أو كازورلا كان بمثابة حلم ليلة صيفية. إننا بفضل استثمارات الشيخ نعمل على بناء مشروع ضخم".
ومن ضمن من أتوا للعمل في مالاجا أنطونيو فرنانديز، المدير الرياضي الجديد للنادي، الرجل الذي استقدم البرازيليين جوليو بابتيستا وداني ألفيش عندما كان يعمل في إشبيلية.
يقول فرنانديز "في ديسمبر/كانون أول الماضي، كان علينا إقناع اللاعبين بالقدوم إلى مالاجا. الآن لا يطلبون حتى وقتا للتفكير"، ويضيف "هذه هي كرة القدم. للقوة الاقتصادية فوائدها، لكن قوة الفريق لا تعني دوما ضمان تحقيق إنجازات رياضية كبيرة. إنه مشروع بعيد المدى، نود أن نضع من خلاله مالاجا بين الأفضل في أقوى بطولة للدوري على مستوى العالم".
أما أبونيو، أبرز نجوم الحرس القديم في مالاجا، والذي عاصر تاريخا مع النادي الأندلسي لم يحلم فيه أحد بالتقدم إلى مكانة الكبار في إسبانيا، فيقول "لقد تحولنا إلى مثال يشار إليه، لكننا لو لم نركض فلن نصل إلى أي مكان".
ولا تزال أحلام مالاجا، الذي لم يصل تحت اسمه القديم إلى أكثر من المركز السابع مرتين وتحت الجديد لأكثر من الثامن مرتين أيضا عامي 2001 و2009 ، مستمرة. وهي أحلام مدفوعة الأجر، كانت قيمتها 100 مليون يورو في موسمين للانتقالات، أتت بـ21 لاعبا. (إفي)