من باتريك ماركي
طرابلس (رويترز) - قالت الحكومة الليبية إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في أحدث معارك بين الفصائل المسلحة للسيطرة على مطار طرابلس الدولي وإن القتال تسبب في حريق كبير يستعر يوم الاحد على مقربة في صهاريج في مستودع الوقود بالمدينة.
وتتقاتل الفصائل منذ نحو ثلاثة أسابيع للسيطرة على مطار طرابلس في أسوأ اندلاع للعنف منذ الحرب الأهلية عام 2011 التي اطاحت بمعمر القذافي.
وجرى اجلاء افواج من الاجانب بصورة متواصلة من ليبيا منذ اندلاع القتال الشهر الماضي. وأجلت سفينة تابعة للبحرية البريطانية يوم الاحد حوالي 100 من المواطنين والعائلات البريطانية من طرابلس.
وقال الحكومة الليبية في بيان يوم الأحد إن المستشفيات في طرابلس استقبلت 22 جثة و72 جريحا.
وأشارت الحكومة في بيانها إلى أنها "تتابع بشكل مستمر ومكثف جهود الوساطة التي تبذلها اللجان المكلفة والوسطاء من أجل إيقاف هذه الاعتداءات والعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة طرابلس".
وأضافت أن "هنالك عقبات تواجه هذه الجهود نتيجة لتعنت المجموعات المعتدية على المدينة".
وبدت العاصمة أهدأ يوم الاحد إلا من انفجارات متفرقة. لكن النيران مازالت مندلعة في ثمانية صهاريج في مستودع الوقود في طرابلس القريب من المطار بعد اصابته بصاروخ يوم السبت مما أدى الى تصاعد سحابة من الدخان الأسود فوق المدينة.
وحذرت وزارة النفط من أن الصهاريج يمكن ان تنفجر ودعت وزارة الصحة كي تكون مستعدة في حالة وقوع خسائر بشرية.
وأخلت معظم الحكومات الغربية سفاراتها بعد اندلاع الاشتباكات في طرابس وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد قبل أكثر من اسبوعين خوفا من انزلاق ليبيا من جديد إلى الحرب الأهلية.
وفي وقت متأخر يوم الجمعة قالت بريطانيا وهي من أواخر الدول الغربية التي تبقي على سفارتها مفتوحة إنها ستجلي بعثتها الدبلوماسية الى تونس وتغلق السفارة يوم الاثنين.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن السفينة انتربرايز وصلت الى طرابلس يوم الاحد لاجلاء مواطنين وعائلات بريطانية. وقال مسؤول في السفارة إن حوالي 110 أشخاص نقلوا الى السفينة.
وتهاجم الكتائب الإسلامية المتحالفة مع مدينة مصراتة الغربية الساحلية المطار بالصواريخ ونيران المدفعية لاخراج منافسيهم من مدينة الزنتان الجبلية الذين سيطروا على المطار منذ سقوط نظام القذافي في مدينة طرابلس عام 2011.
وحارب مقاتلو مصراتة والزنتان جنبا إلى جنب في الماضي للاطاحة بالقذافي ولكن بعد ثلاث سنوات ما زالوا يرفضون تسليم سلاحهم إلى الدولة وخاضوا نزاعات مسلحة مع الكتائب الاخرى من اجل السيطرة على ليبيا.
وفي بنغازي تحالف مقاتلون اسلاميون وثوار سابقون لمحاربة القوات الحكومية واحتلوا قاعدة عسكرية للقوات الخاصة في الأسبوع الماضي وطردوا الجيش إلى خارج حدود المدينة.
وعجزت الحكومة المركزية والجيش ذوي الامكانات المحدودة عن السيطرة على الكتائب المسلحة وهي كتائب مسلحة شبه رسمية تدفع لهم وزارات الدولة وتسيطر على مخازن هائلة من الصواريخ والدبابات والأسلحة من عهد القذافي.
(إعداد وتحرير عماد عمر للنشرة العربية)