نظرا لتضارب المشاعر في الأسواق و استمرار ضعف البيانات الإقتصادية، سيتحول التركيز الذي كان منصبا على النمو إلى التضخم، الذي قد يؤثر على القرارات المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي.
الأمس تعرض اليورو للضغوطات بعد أن تم تفسير تعليقات تريشي على أن البنك المركزي الأوروبي سيقوم بتعديل توقعاته للتضخم. في نفس الوقت تبين من تصريحات تريشي أن البنك المركزي قد ينهي جولة التشديد النقدي خاصة في حال تبين أن التضخم في تراجع، مما أدى إلى ارتفاع توقعات تخفيض الفائدة بقيمة 50 نقطة أساس هذا العام.
المخاوف من التعافي البطيء و تعمق أزمة الديون السيادية ما تزال تضفي ضغوطات سلبية على اليورو، خاصة في ضوء تصاعد التوقعات بتدخل البنك المركزي الأوروبي لدعم الإقتصاد.
المستثمرين تعقبوا الأمس عملية بيع السندات الإيطالية من أجل التأكد كيف سيجري الحدث من دون دعم من قبل البنك المركزي الأوروبي، بما أنه محظور عليهم الشراء في مثل هذه المزادات. حيث باعت ايطاليا 3.75 بليون يورو من السندات ذات أمد استحقاق 10 سنوات و بمتوسط عائد يصل إلى 5.22% مقابل عائد بنسبة 5.77% في المزاد السابق. لكن هذا لم يكن كافيا لإقناع الأسواق و تخفيف الضغوطات عن اليورو.
بعد تعليقات تريشي، تقرير التضخم لهذا اليوم سيكون هاما للغاية للمستثمرين، بما أنه سيساعد في تحديد الخطوة المقبلة للبنك المركزي. القراءة المتقدمة لشهر آب قد تشير إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 2.5% لتستكمل بالتالي إتجاهها الهابط، و تؤكد تصريحات تريشي بأن هنالك الحاجة لتعديل توقعات التضخم.
تباطؤ التعافي و تباطؤ ارتفاع أسعار السلع يزيد من الضغوطات السلبية على الأسعار، و قد تستمر الأسعار في التراجع في حال واصل الإقتصاد بالتباطؤ و الإنفاق بالانخفاض.
المستثمرين قلقين من تباطؤ وتيرة النمو بعد أن سجل الإقتصاد نموا بنسبة 0.2% في الربع الثاني، بينما المانيا (الإقتصاد الأكبر في أوروبا) توسع فقط بنسبة 0.1%. حيث ستقوم بيانات العمالة الألمانية لهذا اليوم في تقديم المزيد من الدلائل حول صحة الإقتصاد الألماني في الربع الثالث.
بيانات ألمانيا ستكون عنصرا هاما هذا اليوم، إذ من المرجح أن تبقى البطالة عند 7.0% و أن يتم إضافة 10 آلاف وظيفة فقط في آب مقابل إضافة 11 ألف وظيفة في الشهر السابق، و 49 ألف وظيفة في بداية العام و تحديدا في شهري كانون الثاني و شباط.
قطاع العمالة سيحظى هذا الأسبوع بالكثير من الاهتمام، إذ سيصدر عن الولايات المتحدة هذا اليوم تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص. و هو تقرير يمهد الطريق لتقرير العمالة الرئيسي ليوم الجمعة، و قد يدعم النبرة المتفائلة التي تحدث بها برنانكي نهاية الأسبوع الماضي حيال الوضع الجيد للتعافي الاقتصادي للولايات المتحدة.
بالتأكيد سنشهد اليوم جلسة متقلبة أخرى لهذا الأسبوع المحفوف ببيانات العمالة. هنالك آمال بانتشار التفاؤل الذي تولد في أسواق الأسهم إلى أسواق أخرى، خاصة أن المشاعر متضاربة و هذا قد يكون دليلا سيئا لما يمكن أن يحصل في المستقبل!