بدأت البيانات الرئيسية تتوالى عن قطاعات أمريكية مختلفة مع ختام تداولات الأسبوع بالنسبة للاقتصاد الأكبر في العالم، وبداية أتى تقرير أسعار الواردات الأمريكية الصادر عن وزارة التجارة الأمريكية والذي أظهر مواصلة الارتفاع ولكن بوتيرة أكثر بطئا خلال أيار/ مايو وبأعلى من التوقعات، واضعين بعين الاعتبار أن ارتفاع أسعار النفط الخام خلال شهر أيار أثرت على أسعار الورادات.
حيث بالنسبة لأسعار الواردات فقد صدر عن وزارة التجارة الأمريكية ذلك التقرير الذي يعكس أسعار البضائع المستوردة في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت الأسعار خلال أيار/ مايو بنسبة 0.2% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 2.1% و بأعلى من التوقعات عند -0.7%، أما على الصعيد السنوي فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 12.5% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 11.4% و وبأعلى أيضا من التوقعات التي بلغت 11.2%.
وهنا نشير عزيزي القارئ بأن ارتفاع أسعار الواردات خلال أيار أتى نتيجة ارتفاع تكاليف البضائع الاستهلاكية كالسيارات والألبسة، الأمر الذي غطى على الانخفاض الأول في واردات النفط الخام منذ ثمانية شهور، ولكن يجب أن نذكر أيضا بأن أسعار الورادات الإجمالية واصلت ارتفاعها للشهر الثامن على التوالي.
حيث بالنظر إلى المؤشرات الفرعية داخل التقرير نجد بأن أسعار واردات النفط الخام انخفضت خلال أيار/ مايو بنسبة 0.4% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 6.6%، كما وانخفضت أسعار واردات المأكولات والمشروبات خلال الشهر نفسه بنسبة 0.5% مقابل الارتفاع السابق الذي بلغ 2.0%.
مشيرا التقرير إلى أن أسعار النفط الخام انخفضت خلال شهر أيار بنسبة 0.2% ليعد ذلك الانخفاض الأول لأسعار النفط على المستوى الشهري منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط على الصعيد الشهري، إلا أن الأسعار ارتفعت على الصعيد السنوي بنسبة 42.3% ليعد ذلك الارتفاع الأكبر منذ شهر نيسان/ ابريل للعام 2010.
وهنا نشير بشكل عام أن الاقتصاد الأمريكي فقد بعضا من عزمه خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يشير بأن مرحلة التعافي ستأخذ منحى معتدل خلال الفترة المقبلة، وهذا ما سيجعل الاقتصاد يأخذ وقتا أطول لتحقيق الانتعاش التام.
مشيرين بالمقابل إلى ان أسعار الصادرات ارتفعت خلال شهر أيار/ مايو بنسبة 0.2% فقط وهو الارتفاع الأقل للاسعار منذ شهر تموز/ يوليو للعام الماضي، مشيرين إلى أن أسعار صادرات المواد الزراعية انخفضت خلال أيار لأول مرة منذ شهر تموز للعام 2010، في حين واصلت أسعار صادرات المواد الغير زراعية ارتفاعها خلال شهر أيار الماضي.
واضعين بعين الاعتبار أن مسألة الانتعاش أو التعافي التام لا تزال مبكرة نوعا ما، حيث أن العقبات لا تزال تقف أمام الاقتصاد الأمريكي ونموه بالشكل المنشود، وهذا ما يدعو إلى مزيد من الجهود من قبل الحكومة الأمريكية أو حتى الفدرالي الأمريكي نفسه وذلك لضمان سير الاقتصاد إلى مرحلة الاستقرار التام.
وأخيرا نشير بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بعيدا عن تحقيق التعافي التام من المرحلة الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث من المؤكد سيلزمه المزيد من الوقت ليستقر ويصل إلى بر الأمان، والذي من المتوقع حدوثه بشكل نسبي مع قدوم النصف الثاني من العام 2011...