صدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي عزيزي القارئ تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص عن شهر آذار/مارس، ليشير إلى أن قطاع العمل الأمريكي لا يزال يشهد تحسناً ملحوظاً، علماً بأن البنك الفدرالي الأمريكي أكد أمس على أن معدلات البطالة ستواصل الانخفاض بشكل تدريجي، وبأن الأوضاع في قطاع العمل تشهد تحسناً بشكل ملحوظ ومعتدل.
وجاء مؤشر ADP للتغير في للوظائف في الولايات المتحدة الامريكية ليسبق التقرير الأهم نسبياً، وهو تقرير الوظائف الأمريكي الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل، ليشير التقرير الصادر اليوم أن القطاع الخاص نجح في خلق 209 ألف وظيفة خلال آذار/مارس، بالمقارنة مع القراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 230 ألف وظيفة مضافة، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 206 ألف وظيفة مضافة.
وكما أسلفنا أعلاه أن تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص تأتي أهميته أنه يصدر قبل يومين من تقرير الوظائف، والذي من المتوقع أن يؤكد على اعتدال عجلة التعافي والانتعاش في القطاع، في حين من المحتمل أن تستقر معدلات البطالة خلال شهر آذار/مارس عند مستويات 8.3%.
وهنا نشير إلى أن معدلات البطالة المرتفعة لا تزال المعضلة الكبرى التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من انخفاضها إلى 8.3%، حيث أن هذه المعضلة تحد من مستويات الدخل وبالتالي تنعكس سلبياً على مستويات الإنفاق لدى المستهلكين، الأمر الذي يؤثر سلباً على نمو الاقتصاد الأمريكي، وذلك باعتبار أن إنفاق المستهلكين يمثل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وذلك فإن نمو الاقتصاد الأمريكي لا يزال معتدل.
كما وأظهرت المؤشرات الفرعية داخل التقرير الصادر اليوم أن الشركات الصغيرة خلقت 100 ألف وظيفة خلال آذار/مارس، في حين خلقت الشركات المتوسطة حوالي 87 ألف وظيفة، إلا أن الشركات الكبرى أضافت 22 ألف وظيفة، وبالإضافة إلى ذلك فقد أشار التقرير أن المصنّعين خلقوا 23 ألف وظيفة، إلا أن المنتجين خلقوا 45 ألف وظيفة، وأخيرا أضاف مقدمي الخدمات حوالي 164 ألف وظيفة خلال الشهر نفسه.
كما وأشار البنك الفدرالي في محضر اجتماعه يوم أمس إلى أن الاوضاع في قطاع العمل الأمريكي تواصل تحسنها التدريجي، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة استمرار ضعف الوضع الاقتصادي بشكل عام، الأمر الذي يشير إلى أن مستويات النمو ستبقى ضمن وتيرة معتدلة، ملمحاً البنك أن النمو قد يكون أكثر اعتدالاً خلال الفترة القادمة من هذا العام أي خلال النصف الثاني من هذا العام، وذلك لاعتقاد البنك الفدرالي أن مفتاح خلاص الاقتصاد الأمريكي مرتبط بقطاع العمل.
وفي حال لم تتراجع معدلات البطالة ضمن وتيرة ملحوظة وقوية فإننا لا نعتقد أن مرحلة التعافي سيكون لها المكان والسرعة للتشكل في الساحة الاقتصادية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن النمو سيأخذ مجراه بشكل أفضل خلال النصف الثاني من العام الجاري والعام المقبل.
وفي النهاية فإن الأنظار لا تزال معلقة في الوقت الحالي بخطاب رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، على الرغم من كون تصريحاته لم تحمل شيئاً جديداً، حيث يأتي خطاب دراغي عقب إعلان المركزي الأوروبي عن تثبيت أسعار الفائدة الرئيسية في البلاد، في حين لا تزال أنظار المستثمرين معلقة بتقرير الوظائف الأمريكي الخاص بشهر آذار/مارس، والذي سيصدر بعد غد الجمعة.