القاهرة، 11 ديسمبر/كانون أول (إفي): تحل اليوم الذكرى الأولى بعد المائة لميلاد الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، وهو الأديب العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل للآداب.
ورغم وفاته منذ أكبر من ستة أعوام إلا أن أعمال محفوظ ستظل خالدة، فلاتزال دور النشر المختلفة تصدر طبعات جديدة منها كما تصدر ترجمات عديدة لها بمختلف اللغات.
وتأتي هذه المناسبة العام الحالي وسط حالة من الهدوء حول هذه القامة الأدبية الرفيعة، بخلاف الجدل الذي شهدته العام الماضي بعد هجوم عدد من السلفيين في مصر على أعماله، حيث قال المتحدث باسم حزب النور السلفي عبد المنعم الشحات إن أعمال محفوظ "تحض علي الرذيلة وتنشر الدعارة" لأن أحداث معظمها تدور في مناطق تنتشر بها بيوت الدعارة.
ولم يتم الإعلان عن احتفالات كبيرة بهذه المناسبة ولكن مكتبة الاسكندرية ستقوم بقراءة مقتطفات من أعماله غدا الأربعاء في جلستها الشهرية للقراءة باللغة الإنجليزية.
كما ينتظر أن تقوم الجامعة الأمريكية اليوم بالإعلان عن الفائز بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، التي يمنحها قسم النشر في هذه الجامعة ويحصل صاحبها على ميدالية فضية وألف دولار بجانب ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية.
ومن المعروف أن نجيب محفوظ، وهو اسم مركب أطلقه والده عليه تيمنا بالطبيب الذي أشرف على ولادته المتعسرة، ولد في 11 ديسمبر/كانون أول من عام 1911 في القاهرة.
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، بينما صدرت أولى رواياته "عبث الأقدار" في 1939 ، وتمثل بجانب روايتي "رادوبيس" و"كفاح طيبة" ثلاثية تنتمي إلى المرحلة التاريخية بأدبه.
شغل نجيب محفوظ عدة مناصب حكومية، حيث عمل سكرتيرا برلمانيا بوزارة الأوقاف، ومديرا لمؤسسة القرض الحسن بالوزارة نفسها وتقلد عدة مناصب كان آخرها رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 - 1971)، ثم تقاعد بعدها.
واتخذت روايات هذا الأديب الكبير خطا واقعيا بدأ اعتبارا من عام 1945 ، واستمر في معظم رواياته التي يبرز من بينها "زقاق المدق" و"القاهرة الجديدة" و"عبث الأقدار".
ألف نجيب محفوظ نحو 33 رواية تم تحويل الكثير منها إلى أفلام وأعمال تلفزيونية من بينها: "ميرامار" و"بين القصرين" و"الكرنك" و"خان الخليلي" و"قلب الليل" و"حضرة المحترم" و"السمان والخريف" و"حديث الصباح والمساء".
كما أصدر العشرات من القصص القصيرة وتمت ترجمة أعماله إلى 40 لغة بمختلف أنحاء العالم، وتحتفي بمئويته سلسلة من دور النشر الأجنبية من بينها دار النشر الإسبانية "أوسترال" التي تعيد طباعة ونشر روائعه الأدبية.
فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب في عام 1988 ، كما حصد الكثير من الجوائز من بينها قلادة النيل العظمى 1988 ، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968 ، وجائزة الدولة في الأدب عن "بين القصرين" في 1957. (إفي)