من ديفيد مورجان و كارين فريفيلد
واشنطن (رويترز) - بدأ محامو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الجمعة تقديم دفوعهم لتبرئته من اتهامات بالتحريض على أعمال الشغب الدامية التي شهدها مبنى الكونجرس الشهر الماضي، وقالوا إن مساءلته "انتقام سياسي" من قبل الديمقراطيين.
ويُتوقع أن يستغرق فريق الدفاع ما بين ثلاث إلى أربع ساعات للدفع بأن ترامب لم يكن مسؤولا عن التحريض على أعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير كانون الثاني الماضي، والتي دفعت مشرعين في الكونجرس للتدافع بحثا عن ملاذ حفاظا على أنفسهم وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم ضابط شرطة.
وقال فريق الدفاع عن ترامب إن خطابه محمي بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأمريكي، وإن فريق الادعاء لم يربط بشكل مباشر بين ترامب وبين الأعمال التي قام بها مثيرو الشغب.
وقال مايكل فان دير فين المحامي في فريق الدفاع عن ترامب في مرافعته الافتتاحية إن "موضوع المساءلة أمام مجلس الشيوخ هي إجراء غير عادل وغير دستوري بشكل صارخ وعمل من أعمال الانتقام السياسي".
وأكمل فريق الادعاء من الديمقراطيين عرض قضيتهم أمس الخميس، قائلا إن ترامب كان على علم بما سيحدث عندما حض المؤيدين في السادس من يناير كانون الثاني على التوجه إلى مبنى الكونجرس و "القتال بضراوة" عندما كان أعضاء الكونجرس في جلسة للتصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، وأضاف أنه تجب محاسبة الرئيس الجمهوري السابق.
ويزعم ترامب أن فوز بايدن في نوفمبر كان نتيجة فساد على نطاق واسع.
وقال فان دير فين إن مجمل تصريحات ترامب لمؤيديه تمثلت في أن العملية الديمقراطية سوف تسير وفقا لنص القانون وينبغي أن تسير كذلك. وأضاف "هذه ليست كلمات شخص يحرض على تمرد عنيف".
ووجه مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون الاتهام إلى ترامب في 13 يناير كانون الثاني بالتحريض على التمرد، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن الديمقراطيون من حشد التأييد الكافي لإدانة لترامب ومنعه من تولي منصب عام مرة أخرى.
وتستلزم إدانة ترامب موافقة ثلثي أعضاء المجلس، وهو ما يعني ضمان تأييد 17 عضوا جمهوريا على الأقل رغم استمرار شعبيته بين الناخبين الجمهوريين.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض يوم الجمعة "أنا منزعج مما يقوم به أصدقائي من الجمهوريين".
وإذا ما تمت تبرئة ترامب، فإن من الممكن لمجلس الشيوخ أن يقرر توجيه توبيخ له أو حتى أن يصوت لمنعه من تولي أي منصب عام مرة أخرى. وعند سؤاله يوم الخميس عما إذا كان الخيار الثاني متاحا، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن مثل هذا القرار ينبغي أن ينتظر حتى تنتهي المحاكمة.
وترامب هو أول رئيس أمريكي تجري مساءلته مرتين وأول من يواجه محاكمة بعد تركه منصب الرئيس. وكانت أول محاكمة لمساءلته، والتي استندت إلى سعيه للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، قد انتهت بتبرئته قبل عام في مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون آنذاك.
(إعداد يحيى خلف للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)