من أيمن الورفلي وأيدان لويس
بنغازي/تونس (رويترز) - قال سكان مدينة درنة في شرق ليبيا إنهم يواجهون نقصا حادا في إمدادات الغذاء والدواء بعدما شدد ما يطلق على نفسه الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر الأسبوع الماضي حصاره المفروض منذ فترة طويلة على المدينة.
والجيش الوطني الليبي هو واحد من عدة فصائل تتنافس على السلطة في ليبيا منذ أنهت انتفاضة عام 2011 حكم معمر القذافي الذي امتد أربعة عقود ويقوم بحملة عسكرية ضد تحالف من إسلاميين متشددين ومعارضين سابقين يعرف باسم مجلس شورى مجاهدي درنة يسيطر على المدينة.
وتحول الانتباه إلى المدينة الساحلية بعدما أعلن حفتر النصر في حملة استمرت ثلاث سنوات ضد تحالف مماثل في بنغازي على بعد 350 كيلومترا إلى الغرب.
ويشن الجيش الوطني الليبي غارات جوية بين الحين والآخر على درنة وأُسقطت إحدى طائراته المقاتلة في نهاية يوليو حزيران مما أدى إلى مقتل الطيار. وشدد الجيش الوطني الليبي حصاره بعد الواقعة.
وقال أحد السكان لرويترز بالهاتف "الوضع بالغ السوء. كل شيء متوقف...الإمدادات نفدت ولا شيء يدخل المدينة".
وأضاف "هناك حصار كامل ولا إمكانية للدخول والخروج. يسمحون لك فقط بالمغادرة إذا كنت نازحا".
وقال ساكن آخر إن معظم المخابز أغلقت أبوابها بسبب نقص الوقود وإن محطات التزود بالوقود مغلقة منذ ثمانية أشهر. وأضاف أن هناك نقصا حادا في الدواء غير أن بعض خزانات الأكسجين سلمت لمستشفى في درنة يوم الاثنين.
وعبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى ليبيا عن قلقه بشأن التقارير عن "النقص الشديد في الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الإمدادات الطبية المنقذة للحياة" في حين دعت حكومة الوفاق الوطني التي تساندها الأمم المتحدة في طرابلس جميع الأطراف إلى تسهيل السبل لتوفير كل ما يحتاجه المواطنون.
والجيش الوطني الليبي متحالف مع برلمان وحكومة مقرهما شرق ليبيا يرفضان التعامل مع حكومة الوفاق الوطني.
والتقى حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج في باريس الشهر الماضي وسط جهود للتوسط في تسوية سلمية لليبيا. وجرى الإعلان عن وقف لإطلاق النار غير أنه استثنى عمليات "مكافحة الإرهاب". وعادة ما يصف الجيش الوطني الليبي منافسيه بالإرهابيين.
ولدرنة تاريخ من التشدد. فقد احتلها مسلحو الدولة الإسلامية في أواخر 2014 لكن طردهم لاحقا مجلس شورى مجاهدي درنة. ومنذ ذلك الحين شددت القوات الموالية للجيش الوطني الليبي حصارها للمدينة. بل إن الإمدادات الغذائية والطبية والمالية تعطلت أو صودرت قبل أحدث تشديد للحصار.
ويقول الجيش الوطني الليبي إنه يضرب أيضا أهدافا حدد أنها على أطراف درنة منها مخازن للذخيرة. وأضاف أنه يستعد لمزيد من الضربات إذا فشلت جهود السلام مع الزعماء المحليين.
وفي مايو أيار كانت المدينة أيضا هدفا لضربات جوية مصرية. وقالت مصر إنها كانت ترد على هجوم استهدف مسيحيين على أراضيها بيد أن الدولة الإسلامية أعلنت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.
ويحظى حفتر، وهو شخصية يعتقد كثيرون إنها تسعى للإمساك بزمام السلطة على المستوى الوطني في ليبيا، بدعم قوي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكذلك من الإمارات.
وكثيرا ما التقى مبعوثون غربيون بحفتر في الشهور الأخيرة ويقولون إنه يتعين أن يكون جزءا من أي حل للصراع الليبي.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)