investing.com - مع موجة الارتفاع الصاروخي بنهاية العام الماضي، كان الوضع في سوق التفشير جنونيا وازدادت تطلعات الأفراد إلى الثراء السريع، ولكن مع انفجار الفقاعة في مطلع العام الجاري وتراجع قيم معظم العملات الرقمية، تغير الوضع بشكل كبيرة واختفت الطاقة الجنونية للمستثمرين.
فقط في مؤتمرات العملات الرقمية والبلوكتشين يصبح الأمر مثيرا للاهتمام مرة أخرى، إذ يتم عرض المشاريع الأحدث بواسطة عروض تقديمية وتوضيحية مبهرة، بينما يعمل نجوم هذا القطاع والمؤثرين على إعادة صياغة المبادئ الأساسية للنظام.
وبشكل عام تدور الفعاليات المتعلقة بالعملات الرقمية حول عنصرين وهما الأمل والإعجاب بهذا المجال، يتكون الأول من الطاقة السعيدة التي أثارتها الفكرة الجديدة قبل ظهور حقيقة التحديات والعمل الشاق المطلوب، أما العنصر الثاني فيركز على تقاسم الإعجاب والاهتمام المتبادل بهذا المجال مع الآخرين، مع تجزئة وإعادة صياغة المباديء الأساسية. ويعد هذان العنصران مجرد مخدر مؤقت لعدم وجود حالات استخدام فعلية للعملات الرقمية في الاقتصاد العالمي.
ويعد عنصر الأمل الجانب الأكثر سطحية في عالم العملات الرقمية، وفي نفس الوقت يشمل أيضا درجة معينة من التقدم الحقيقي والإمكانيات، فبالأمل وحده يمكن أن ينتقل المشروع من مجرد فكرة أولية إلى عمل حقيقي، تطوير، تشكيل شراكات والترقية. وبهذه الطريقة، يمكن للمشروع أن يستمر بتقييمات أعلى وأعلى سنة بعد أخرى ، ومع ذلك لا يقدم أي شيء من شأنه أن يرى استخداما من قبل المؤسسات أو الأفراد بسبب غياب الشرعية الناتجة عن حالات الاستخدام الفعلية في الاقتصاد العالمي.
وبالنسبة لهذه المشاريع، فالمبرر لهذه الدورة هي كون الصناعة جديدة نسبيا وفي طور التجربة، لذا فمن الطبيعي التركيز على التطوير والبناء بدلا من حالات الاستخدام الفعلية، وهي وجهة نظرة منطقية ولكن التطوير والبناء لن يرقي إلى أي شيء بدون تقديم منتج مفيد ملموس للمستثمرين.
ولهذا فمن الضروري على مشاريع التشفير العمل على تطوير حالات الاستخدام الفعلية، وتوفير منتج أساسي لترويجه للمستهلكين، وتقبل ردود أفعالهم لمعرفة جدوى المنتج وتحديد الخطوات اللازمة لتطويره مستقبليا.