من فرانسوا مورفي
فيينا (رويترز) - أظهر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس أن مخزونات اليورانيوم المخصب لدى إيران، والتي تكدسها بما يتعارض مع بنود الاتفاق النووي الموقع في 2015، تتزايد إلى درجة أن المواد عالية التخصيب قطعت معظم الطريق المطلوب لصنع قنبلة نووية حسب المعايير الشائعة.
يأتي الإعلان عن تلك الكمية في التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ترفعه للدول الأعضاء واطلعت عليه رويترز، في وقت قال فيه مفاوضون في محادثات تهدف لإنقاذ الاتفاق النووي إنهم في المرحلة الأخيرة من التوصل لتوافق. وحذرت قوى غربية من أن الوقت ينفد أمام المحادثات التي ستكون بلا معنى إذا وصل التقدم في البرنامج النووي الإيراني لدرجة معينة.
وأضاف التقرير أن مخزون إيران من سادس فلوريد اليورانيوم، الذي يغذي وحدات الطرد المركزي والأجهزة التي تخصب اليورانيوم يشمل 33.2 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة وهو ما يشكل زيادة قدرها 15.5 كيلوجرام.
وقال دبلوماسي كبير يوم الخميس إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من إنتاج أسلحة نووية يبلغ نحو ثلاثة أرباع الكمية المطلوبة لصنع قنبلة نووية واحدة لو كان التخصيب بدرجة أكبر، حسبما هو معروف على نطاق واسع.
وتحدد الكمية المطلوبة لصنع قنبلة بنحو 25 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة، مع أن الدبلوماسي الكبير شكك في موثوقية ذلك.
وفرض الاتفاق النووي الموقع بين إيران وقوى عالمية في 2015 قيودا على الأنشطة النووية لطهران مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران. ودفع ذلك طهران لانتهاك القيود النووية للاتفاق.
وشملت تلك الانتهاكات تخطي الحد المسموح لنقاء تخصيب اليورانيوم المحدد في الاتفاق بنسبة 3.67 بالمئة وتخطي مخزونات اليورانيوم المخصب التي حددها الاتفاق بأنها 202.8 كيلوجرام.
وأظهر التقرير يوم الخميس أن إجمالي مخزونات اليورانيوم المخصب بلغ حاليا 3.2 طن بزيادة قدرها 707.4 كيلوجرام في ربع عام. لكن ذلك المخزون لا يزال يقل عما كدسته إيران قبل الاتفاق النووي الذي فاق خمسة أطنان، لكن أقصى نسبة نقاء وقتها بلغت 20 بالمئة.
* عقبة
التقرير هو واحد من تقريرين عادة ما يصدران في وقت واحد، والآخر يتركز على المسائل العالقة بشأن المواد النووية التي تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تكشف عنها.
وعثرت الوكالة على أثار يورانيوم في ثلاثة مواقع قديمة على ما يبدو لكن إيران لم تكشف عنها أبدا. وتطلب الوكالة إجابات من إيران لكنها قالت مرارا إن طهران لم تقدم إجابات شافية.
ويقول دبلوماسيون إن هذا الأمر أحد العقبات الرئيسية المتبقية أمام إحياء الاتفاق النووي.
وتريد إيران إنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار التوصل لاتفاق لكن القوى الغربية تقول إن هذا الأمر يتخطى نطاق الاتفاق الأصلي. والوكالة ليست طرفا من أطراف الاتفاق.
ومن المقرر أن يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي إيران يوم السبت على أمل الاتفاق على "عملية" ستؤدي إلى إنهاء التحقيق بما يمهد الطريق لاتفاق أوسع نطاقا وفقا لما يتوقعه دبلوماسيون. وتم تأجيل صدور التقرير الثاني من الوكالة لحين انتهاء تلك الزيارة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)