برلين، 26 يوليو/تموز (إفي): أكد المخرج الإسباني الشهير بدرو ألمودفار أنه على غرار بطل فيلمه الأخير "الأحضان المحطمة" سوف يتجه للإخراج المسرحي إذا كف بصره، مؤكدا أن هذا يرجع إلى أن "الصوت أبلغ وسيلة تعبير يمتلكها الإنسان".
وأضاف ألمودوفار في تصريحات لمجلة "دير شبيجل" الألمانية قال ألمدوفار "ولكن في هذه الحالة ستكون السينما انتهت بالنسبة لي إلى الأبد.. الفن السابع يحتاج مني إلى عينين".
وتجري أحداث فيلم "الأحضان المحطمة" الذي يعرض الأسبوع المقبل في ألمانيا على مدار 14 عاما في إطار بوليسي، مستخدما تقنية الفلاش باك، حيث يحكي المخرج ماثيو المصاب بالعمى، إثر حادثة تعرض لها عام 1994 ، لولده، الذي لا يعرف علاقته به قصة غرامه بإحدى بطلات أفلامه التي انتهت بصورة مأساوية بوفاتها وبقائه وحيدا رهين محبس العمي بقية عمره.
تلعب بنيلوبي كروث دور نجمة مغمورة، كانت تعمل سكرتيرة بشركة استثمارية صاحبها رجل أعمال فاسد، يستغل حاجتها للمال ليقيم معها علاقة غير شرعية، وتستغل ولعه بها، لتجعله ينتج لها فيلما، ومن غيرته عليها يكلف ابنه، الشاذ جنسيا، بمراقبتها.
وعندما يعلم رجل الأعمال بالعلاقة، يقرر التخلص منها، ولكنها تهرب في اللحظة الأخيرة مع المخرج، لجزيرة نائية جنوب إسبانيا، ولكن زوجة المخرج من شدة غيرتها على زوجها تخبره بمكانهما، فيتبعهما ويدبر لهما حادثة تنتهي بوفاة العشيقة، قبل اكتمال الفيلم، وإصابة المخرج بالعمى للأبد.
وينتهز المخرج بعد فترة من الزمن سفر الزوجة للخارج، ليخبر ابنه بالعلاقة، لنكتشف أنه لايزال يعيش قصة الحب الوردية الرومانسية بين أحضان عشيقته التي تحطمت بين ذراعيه.
يقول ألمودوفار "الإعاقة في حد ذاتها ليست مشكلة" في إشارة إلى المخرج الإيطالي الكبير أنطونيوني الذي أصيب بشلل جزئي وأخرج فيلمين من على كرسي متحرك، مؤكدا "استطيع إخراج فيلم بنظرات عيني فقط.. لأنهما كانتا مليئة بالحياة".
يوضح ألمودوفار (57 عاما) بعيد عن الابتذال "أفلامي مثل أبنائي وأنا مرتبط بها بشكل حميمي.. ومع أنه ليس لدي أطفال من دمي، إلا أنه بعد الأربعين كانت فكرة الأبوة تلح علي بشدة، ولكن الآن اعتبر أن أفلامي هم أبنائي وأنا على استعداد للدفاع عنها حتى النهاية".(إفي)