من لينا بي.بيكر وسعيد أزهر
نيويورك/دبي (رويترز) - قالت مصادر مطلعة إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يتطلع للاستحواذ على حصة قد تصل قيمتها إلى 700 مليون دولار في ليجندري إنترتينمنت السينمائية الأمريكية، التي أنتجت أفلاما مثل عالم الديناصورات وبين النجوم (إنترستلر).
ومن شأن إبرام صفقة بين صندوق الاستثمارات العامة وليجندري أن يختبر مدى شهية هوليود للاستثمارات السعودية بعد إدانة واسعة النطاق للرياض الشهر الماضي بسبب دورها في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقُتل خاشقجي، الذي كان ينتقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول. وينفي النظام السعودي أن يكون الأمير محمد بن سلمان هو من أمر باغتياله.
وربما تواجه الصفقة معارضة من بعض المديرين التنفيذيين في ليجندري، والذين يساورهم القلق من تأثير الاستثمار السعودي على العلامة التجارية للاستديو وقدرته على جذب أفضل المواهب.
وستكون مثل تلك الانتكاسة أحدث إشارة على تداعيات مقتل خاشقجي وكيف تضغط على قدرة المملكة، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، لتنويع استثماراتها في الخارج، بحسب المصادر.
وقالت مصادر مطلعة إن إنديفور الأمريكية أصبحت على وشك إلغاء استثمار بقيمة 400 مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة في أعقاب مقتل خاشقجي بسبب القلق من تضرر أنشطتها من الأثر على سمعتها.
أضافت المصادر أن الصندوق السعودي يتطلع لاستثمار 500 مليون إلى 700 مليون دولار في ليجندري، ويجري محادثات لتعيين مستشار مالي لمساعدته في الصفقة.
وقالت مصادر مطلعة على استراتيجية ليجندري إن الشركة لم تجر أي محادثات رسمية مع صندوق الاستثمارات العامة.
ووفقا للمصادر فإنه على الرغم من العراقيل التي تضعها قضية مقتل خاشقجي، يعتقد صندوق الاستثمارات العامة أن داليان واندا جروب الصينية صاحبة حصة الأغلبية في ليجندري ستكون منفتحة على إبرام صفقة لأنها تواجه ضغوطا من بكين للتخارج من أصول في الخارج حتى تتمكن من تقليص ديونها.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأن المسألة سرية، إن خطط صندوق الاستثمارات العامة ما زالت في مراحل مبكرة، ولا يوجد ما يضمن أن يمضي الصندوق فيها قدما ويقدم عرضا رسميا للاستحواذ على حصة في ليجندري.
وامتنع صندوق الاستثمارات العامة وليجندري عن التعليق. ولم تستجب واندا وإنديفور لطلبات للتعقيب.
ونأى بعض ممثلي هوليود بالفعل بأنفسهم عن السعودية. فلم يحضر جيرارد بتلر على سبيل المثال عرض فيلمه الجديد (هنتر كيلر) في الرياض الشهر الماضي بعد مقتل خاشقجي.
* خطط السعودية السينمائية
يأتي انفتاح صندوق الاستثمارات العامة على هوليود، عاصمة صناعة الأفلام في العالم، مع سعي المملكة لفتح أبوابها أمام الأفلام الأجنبية في إطار إصلاحات اقتصادية واجتماعية طموحة يقودها الأمير محمد بن سلمان.
وفي أعقاب رفع الحظر عن دور السينما العام الماضي، وقع صندوق الاستثمارات العامة صفقات مع شركات مشغلة لدور السينما مثل إيه.إم.سي إنترتينمنت هولدنجز، ومن بين مستثمريها واندا، لبناء دور عرض سينمائي في المملكة. وزار المملكة عدد من نجوم هوليود في رحلات ترويجية، ومن بينهم جون ترافولتا وجايسون موموا.
وكان لدى السعودية بعض دور العرض السينمائي في السبعينات، لكن رجال الدين ذوي النفوذ القوي أغلقوها، في انعكاس لتنامي نفوذ الإسلاميين في أرجاء المنطقة العربية في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من ذلك، ظل السعوديون يتابعون بشغف وسائل الإعلام والثقافة الغربية. وعلى الرغم من حظر دور السينما، كان السعوديون يشاهدون أحدث الأفلام والمسلسلات التلفزيونية لهوليود على نطاق واسع في المملكة.
ولخدمة سكان السعودية الذين يزيد عددهم عن 32 مليون نسمة، ومعظمهم تحت سن الثلاثين، تريد المملكة بناء نحو 350 دار عرض سينمائي، بما يزيد عن 2500 شاشة عرض بحلول 2030، حيث تأمل في بيع تذاكر بنحو مليار دولار سنويا.
* استثمارات واندا
دفعت واندا، التي يقودها الملياردير وانغ جيانلين، 3.5 مليار دولار في أوائل 2016 مقابل حصتها في ليجندري، التي أنتجت أيضا فيلمي حافة الهادي (باسيفيك ريم) والسور العظيم (ذا جريت وول)، ولها أيضا حصة في نادي أتليتيكو مدريد الإسباني لكرة القدم وتملك مشروعات عقارات فاخرة في سيدني ولندن.
لكن واندا تركز الآن على أنشطتها المحلية الأساسية، وبصفة خاصة ذراعها للعقارات التجارية، ووحدتها المالية، وواندا سينما لاين كورب أكبر مشغل لدور العرض السينمائي في الصين.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيي)