يوم هادئ للاقتصاد الامريكي من حيث التقارير الصادرة عن الاقتصاد في حين طغت سمة التشاؤم في الاسواق مع ان التقارير الاقتصادية الصادرة طوال هذا الاسبوع اشارت الى استمرار عملية التعافي في الولايات المتحدة الامريكية من اسوأ ازمة مالية منذ الكساد العظيم, و ذلك بسبب التحسن في الاوضاع الاقتصادية و لكن هذا لا يعني بأن الازمة قد انتهت.
لا يزال الاقتصاد الامريكي يواجه تحديات بالرغم من التحسن في الاوضاع الاقتصادية و بالاخص من ناحية الانفاق الشخصي و الذي ارتفع بفعل الخطط التحفيزية التي قدمتها الحكومة الامريكية للاسواق و لكن ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الامريكية و تراجع الدخل الشخصي و ثروات الامريكيين بالاضافة الى اوضاع التشديد الائتماني و التي تستمر بالضغط على الاقتصاد و الحد من نموه.
و تعتبر قطاع العمالة الامريكي من اهم التحديات الموضوعة امام التعافي الاقتصادي اذ تقف البطالة عند اعلى مستويات لها منذ 26 عام عند 10.0% و التي من المتوقع ان تستمر بالارتفاع خلال الاشهر القليلة المقبلة اذ لا تزال الشركات تمتنع عن التوظيف بالاضافة عن تخليها عن موظفيها لتقليص الكلفة و ان اصبح ذلك بمعدل اقل.
اشار الرئيس الامريكي باراك اوباما مؤخرا الى حاجة قطاع العمالة للمزيد من الدعم اذ اقترح الرئيس الامريكي ان على الحكومة الاستفادة من الاموال المتبقية من الخطط التحفيزية و بالاخص برنامج مساعدات القروض المتعثرة و الذي دعم القطاع بشكل كبير, و قد وافق مجلس النواب الامريكي على القانون مع العلم بأنه لم يصوت عليه اي نائب من الحزب الجمهوري و حتى تصويت بعض من الحزب الديمقراطي ضد القانون الا ان القانون سيكمل طريقه نحو مجلس الشيوخ الامريكي حيث سيتم التصويت عليه من قبل نواب الحزبين و الذي قد يتم رفضه.
و تمتنع الشركات الامريكية عن التوظيف حاليا بسبب الضعف في الاقتصاد الامريكي بعض توقعات الاسواق بأن معدلات الطلب في الاسواق ستبقى ضعيفة من قبل المستهلكين و بالتالي ستستمر الشركات بتعديل مخزوناتها لتتوافق مع معدلات الطلب المتراجعة و لكن الاوضاع لا تزال في تحسن و ان كان بشكل بطئ.
وهذا يؤكد ان الاقتصاد الامريكي سيكمل عملية التعافي الاقتصادي خلال العام المقبل و لكن لن يستطيع الاقتصاد الامريكي من الوصول الى مستويات النمو على المدى الطويل حيث تشير معظم التوقعات الى ان الاقتصاد الامريكي سيبلغ تلك المرحلة خلال العام 2011.
سيستمر المستثمرون بدراسة مستقبل الاقتصاد الامريكي تعديل توقعاتهم من خلال التقارير التي ستصدر من الاقتصاد الامريكي ولكن الان ليس وقت الراحة مع ان الاسوأ قد انتهى و لكن هذا لا يعني ان الاقتصاد تخلص نهائيا من الازمة المالية العالمية اذ لا تزال هنالك الفرصة لإنتكاسة اخرى و التي قد ترسل الاقتصاد الامريكي نحو ركود جديد, و لكن للوقت الراهن نتوقع ان يكمل الاقتصاد مسيرة التعافي لحين وصول النمو.