Investing.com – تراجعت عقود الذهب لأدنى مستوياتها في قرابة الشهر في التعاملات الأمريكية المبكرة اليوم الخميس، وذلك بعد صدور الإرقام الإيجابية في المجمل التي حملتها تقارير مطالبات البطالة الأسبوعية وطلبيات السلع المعمرة، والتي ساعدت في دعم توقعات رفع قريب لأسعار الفائدة.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت في وقت سابق اليوم الخميس قد أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي، مسجلاً أدنى مستوى له في 5 أسابيع، ليحافظ هذا الرقم على البقاء ضمن المستويات التي تتوافق مع سوق عمل تتمتع بالصحة والثبات.
ففي التقرير الرسمي الذي صدر قبل قليل، ذكرت وزراة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 20 آب/أغسطس قد إنخفض بمقدار ألف شخص إلى ما مجموعه 261 ألف شخص، من 262 ألف في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون أن إرتفاع مطالبات تعويض البطالة بمقدار 3 ألاف طلب إلى ما مجموعه 265 ألف طلب.
كما أظهر التقرير أن المتوسط المتحرك الشهري، والذي يحتسب لأخر 4 أسابيع، قد سجل 264,000 طلب، بتراجع قدره 1,250 من رقم الأسبوع السابق والبالغ 265,250. ويعتبر المتوسط المتحرك مقياسا أكثر دقة للاتجاهات في سوق العمل لأنه يقلل من التقلبات التي قد تكون حادة في البيانات من أسبوع إلى أسبوع.
كما ذكرت وزراة العمل الامريكية في التقرير أن المطالبات المستمرة لإعانات البطالة للأسبوع المذكور قد تراجعت بشكل مفاجىء كذلك إلى ما مجموعه 2.145 مليون شخص، من 2.175 مليون في الأسبوع الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون أن تتراجع المطالبات المستمرة إلى ما مجموعه 2.153 مليون طلب.
وفي تقرير منفصل، ذكرت وزارة التجارة الامريكية أن طلبيات السلع المعمرة قد إرتفعت بنسبة معدلة موسمياً تبلغ 4.4٪ خلال شهر تموز/يوليو، وهو ما جاء أفضل وبكثير من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً أقل حدة قدره 3.3٪. كما تم تنقيح رقم شهر حزيران/يونيو ليصبح تراجعاً بنسبة 4.2٪ من الإصدار الاولي والبالغ 3.9٪.
وتعتبر "السلع المعمرة" بشكل أساسي هي السلع الكبيرة أو الثقيلة المصممة لتدوم ثلاث سنوت على الأقل.
كما أظهر التقرير كذلك أن طلبيات السلع المعمرة الأساسية والتي تستثني مبيعات السيارات ووسائل النقل المعروفة بتقلبها الموسمي، قد إرتفعت بنسبة 1.5٪ خلال الشهر المذكور، وهو ما جاء أفضل التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً أقل قوة قدره 0.5٪. وكان هذا المؤشر قد إرتفع بنسبة 0.4٪ خلال الشهر السابق.
وبعد صدور هذه البيانات، وفي قسم (كومكس) من بورصة نيويورك التجارية، تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر لادنى سعر لها في قرابة الشهر، لتسجل 1321.05 دولار للأونصة، وهو مستوى لم تشهده منذ 27 تموز/يوليو. وعند اعداد هذا التقرير، تداولت هذه العقود عند 1323.25 دولار، لتتراجع بمقدار 6.45 دولار للاونصة، او ما يعادل 0.49٪. وكانت هذه العقود قد إنهت تداولات أمس الأربعاء على تراجع بمقدار 16.40 دولار للاونصة، او ما يعادل 1.22٪.
ويترقب المشاركون في الأسواق خطاب رئيسة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) والمقرر يوم غد الجمعة، لتحديد فيما إذا ستكرر يالين وجهة نظر الصقور الإقتصادية التي أعرب عنها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، أم أنها ستستخدم كلمات مشابهة لتلك التي إحتواها محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر تموز/يوليو، والذي أشار إلى أن المسؤولين منقسمين حول موعد رفع أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يكون لكلمات يالين تأثيراً كبيراً على الدولار.
وفي الماضي، إستغل مسؤولو الفيدرالي هذه الندوة السنوية لإطلاق تصريحات هامة حولا لسياسة النقدية، وهو ما يدعو المشاركين في الأسواق لترقب كلمات يالين في خطاب الغد.
وبحسب أداة الأموال الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 21٪ فقط لرفع سعر الفائدة خلال شهر أيلول/سبتمبر، مقابل 21٪ في مطلع الأسبوع الماضي، بينما سجلت إحتمالات رفع الفائدة في كانون الأول/ديسمبر 50٪.
وينظر إلى أي رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، بأنه سبب لتراجع أسعار الذهب وتعزيز الإتجاه الهبوطي لها، حيث يدفع ذلك المعدن الثمين للتنافس مع الأصول المدرة للعائد المرتفع في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.
وكان الذهب قد إرتفع بقوة وبنسبة إقتربت من 30٪ منذ بداية العام وسط مخاوف حول النمو الإقتصادي العالمي ككل، وآمال بالمزيد من قرارات التحفيز النقدي من مختلف البنوك المركزية الرئيسية في العالم.