أشبيلية، 11 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): خلال تقديمه اليوم لأحدث أفلامه "فلامنكو، فلامنكو"، ضمن فعاليات مهرجان أشبيلية الدولي للسينما الأوروبية، الذي تختتم أعماله السبت، أكد المخرج الإسباني الكبير كارلوس ساورا، أنه من العبث ألا تعترف اليونسكو حتى الآن بالفلامنكو ضمن تراث الانسانية غير المادي.
يذكر أن ساورا صور أكثر من 15 فيلما في إقليم الأندلس تبرز تراث فن الفلامنكو العريق، منذ بداية مشواره السينمائي الاستعراضي، حيث أكد أن محاولة إدراج هذا الفن العريق ضمن تراث الإنسانية بدأت منذ خمس سنوات، ولا زال يحاول حتى الآن.
وكان ساورا قد قدم منذ 15 عاما فيلمه "فلامنكو" واليوم يقدم في أشبيلية "فلامنكو، فلامنكو"، مشيرا إلى أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين ملمح وآخر في تقاليد هذا التراث المتجدد، في إشارة إلى أنه طوال هذه الفترة طرأت تطورات وتجديدات كبيرة على فنون الفلامنكو وطرق التعبير عنه وخاصة في تصميم الرقصات.
وأوضح المخرج الإسباني الكبير أن العمل الذي يقدمه اليوم في مهرجان أشبيلية يمثل "هذه النقلة الرائعة بين ما كان عليه في الماضي وما وصل إليه الآن في عالم الفلامنكو".
يواصل المخرج الإسباني كارلوس ساورا من خلال هذاالعمل التعاون السابع مع مساعده الإيطالي فيتوريو ستورارو، لتأكيد أصالة ولعه بالفلكلور الإسباني، الذي يعتبره "نتاج استلهام الموسيقى العربية والتأثر بالإيقاعات الأفريقية ومن التراث اليهودي"، مؤكدا أنه طوال حياته كان يتمنى أن يصبح راقصا.
ويوضح ستورارو، مساعد ساورا أنهما خلال تلك الفترة طورا من أسلوبهما في تناول وفهم فن الفلامنكو من منظور سينمائي، لتسجيل تطور هذا الملمح الثقافي المميز للتراث الإسباني.
وقد استعان ساورا في فيلمه الجديد بفريق ضخم من راقصي الفلامنكو وأبرز مقدمي هذا الفن على مسارح إسبانيا، مثل سارا باراس، نينيا باستوري واسترييا مورينتي وميجيل بوبيدا، الذين بدأ التصوير معهم منذ الخامس من أكتوبر/تشرين أول الماضي بجزيرة كارتواخا، بمدينة أشبيلية جنوب إسبانيا وانتهى من التصوير منتصف نوفمبر الماضي، وبدأ عرض العمل جماهيريا سبتمبر/أيلول 2010.
وعن هذه التجربة يقول ساورا "هذا حدث غير عادي أن نضع أمام الكاميرا كل هؤلاء النجوم والمبدعين في فنون الفلامنكو في إسبانيا"، مشيرا إلى مدى صعوبة المفاضلة بين كل هؤلاء النجوم لاختيار فريق العمل، لأن كل من حضر التجارب الأولية، يستحق أن يشارك في الفيلم.
وعن المشاهد التي قدمها على الشاشة، يوضح المخرج الإسباني الشهير "نحن نقدم جرعة فنية معقدة ومبهرة في نفس الوقت، من خلال لوحات استعراضية تتناول تطور الزمان في حدود المكان، عبر فضاء ممتد من المساء وحتى طلوع النهار، مع بروز قوة تأثير الفلكلور الأندلسي، في اللوحات الاستعراضية وخاصة تلك التي تقدمها الفنانة سارا باراس مع فرقتها".
وتابع "نحاول تقديم عملية تطور تدريجي وطبيعي للمعادل البصري، انطلاقا من الفن المجرد، وصولا إلى تحويل خشبة المسرح إلى نسق من الألوان تتمازج فيه أجساد الراقصين".
ويؤكد ساورا أن "السينما بالنسبة لنا مغامرة كبيرة نظرا لأننا نعتمد على الارتجال وإبداع اللحظة والتلاعب بالقواعد، بالرغم من توافر النص المكتوب ورسوم تصميمات الاستعراضات، إلا أننا في النهاية عادة ما نفعل شيئا مختلفا".
واشتهر كارلوس ساورا سواء في عالم المسرح أو السينما بتقديم أعمال مثل "كارمن" و"آي كارميلا" و"تانجو" و"جويا في بوردو" بالدفاع عن قضايا المهمشين والغجر، بالإضافة إلى إدانة الديكتاتورية والقمع العسكري سواء خلال الحرب الأهلية الإسبانية أو في أمريكا اللاتينية. (إفي)