كان موت اللاجئين السوريين على الشواطئ الأوروبية، واقتحام الإرهاب شوارع باريس، وازدياد النزعات القومية التى تهدد تماسك الاتحاد الأوروبى، أبرز الصور فى أوروبا فى 2015.وذكرت وكالة أنباء «بلومبيرج»، أن العام الجديد فى أوروبا يهدد بأن يكون تكراراً للعام المنصرم، وسط انتقال أزمة الهجرة إلى مرحلة جديدة من التوتر، واستمرار غلق الحدود الداخلية التى كانت مفتوحة، واحتمالية أن تكون بريطانيا متجهة نحو الخروج من الاتحاد الأوروبى، والتردد الألمانى بعد إجبارها مرة اخرى على لعب دور الداعم السياسى والاقتصادى.
وقال فيليب مورو ديفارج، الباحث فى المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية فى باريس: «لقد كان 2015 عاماً صعباً للاتحاد الأوروبى، ولكن لاتزال الأزمات المحتملة للاتحاد لا تحصى».
وأضاف: «أظهرت الشعبوية الوجه الأكثر ضراوة فى أوروبا الشرقية، لكنها لا تقتصر على الشرق فقط».
وبجانب جوار أوروبا لروسيا الصاعدة، واقترابها جغرافياً أيضاً من اضطرابات الشرق الأوسط، تواجه القارة معضلات وجودية، فهل سينشق الاتحاد الأوروبى أو منطقة اليورو، أو هل ستنفصل إسبانيا أو بريطانيا؟.
وتتناقض السياسة المتوترة فى أوروبا والهموم الاجتماعية مع التوقعات المتفائلة للاقتصاد من قبل البنك المركزى الأوروبى، الذى يحاول تحفيز الاقتصاد من خلال أسعار الفائدة المنخفضة.
وتتوقع المفوضية الأوروبية، أن تنمو منطقة اليورو التى تضم 19 دولة بنسبة 1.8% العام الجارى، متخلفة عن الولايات المتحدة للعام الخامس على التوالى، ولكنه سيكون أفضل أداء لها منذ عام 2010.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أوضحت فيه البيانات أن اليونان قد تكون أكثر هدوءاً العام الجارى بعد العام المضطرب فى 2015، ولكن لاتزال أثينا، بحاجة للموافقة على بعض الإصلاحات الاقتصادية التى لا تحظى بشعبية مطلوبة لتمرير اتفاق الإنقاذ، مثل الإصلاحات فى قطاع المعاشات وضريبة الدخل.
ويضيف مناهضى الهجرة على أطراف أوروبا إلى التوتر فى مجتمعات قلب القارة – مثل ألمانيا والنمسا والسويد، وتصف تلك البلدان حدودها بأنها مفتوحة أمام الوافدين الجدد ومن بينهم الإرهابيون الذين يصلون فى نهاية المطاف إلى أهدافهم داخل القارة.
وأشارت الوكالة إلى أن الكثير خارج أوروبا ينظر إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أنها «شخصية العام»، ولكن رفض ميركل، وضع حد أقصى للاجئين القادمين إلى ألمانيا أثار التوتر داخل حزبها الأمر الذى يجعلها تواجه تحديات فى المستقبل.
وقالت تينا فوردهام، كبيرة المحللين السياسيين فى «سيتى جروب»، إن حكومة ميركل أصبحت أكثر عرضة للخطر فى الوقت الراهن أكثر من أى وقت خلال العشر سنوات الماضية.
وأضاف: “من الصعب أن نفكر فى زعيم آخر لألمانيا أو غيرها، ومن الذى يستطيع أن يقود الطريق حقاً فى أوروبا مثلما تفعل ميركل”.
ويتخذ المعارضون البريطانيون المناهضون للاتحاد الأوروبى من نمو اقتصاد القارة دون المستوى وتعرض الحدود للإرهاب كمبرر للانسحاب من الكتلة فى الاستفتاء الذى يعتزم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إجراءؤه بحلول عام 2017.