من أندي سوليفان وروبين ريسبوت
فلوريدا سيتي/ماركو آيلاند (فلوريدا) (رويترز) - عاد سكان فلوريدا المصدومون إلى منازلهم المدمرة يوم الاثنين مع وصول الإعصار إرما الذي تراجعت شدته إلى عاصفة لمسافة أكبر في عمق اليابسة لتغمر مدنا عدة في شمال شرق الولاية بالمياه وتترك الملايين بدون كهرباء.
وصُنف إرما الذي تحول إلى عاصفة مدارية في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين كواحد من أقوى أعاصير المحيط الأطلسي المسجلة. وتسبب في انقطاع الكهرباء عن ملايين الناس وأطاح بأسطح المنازل حين اجتاح مساحة شاسعة من الولاية يوم الأحد ويوم الاثنين وانتقل إلى ولايات مجاورة.
وأفادت السلطات بأن العاصفة أودت بحياة 39 شخصا في منطقة الكاريبي وواحد في فلوريدا عثر عليه ميتا في شاحنة خفيفة اصطدمت بشجرة في فلوريدا كيز في مطلع الأسبوع.
وذكر المركز الوطني للأعاصير الساعة (1800 بتوقيت جرينتش) أن العاصفة إرما عبرت إلى جورجيا محملة برياح سرعتها 100 كيلومتر في الساعة وأنها على بعد 76 كيلومترا تقريبا إلى الشمال الشرقي من تالاهاسي عاصمة ولاية فلوريدا.
وفي منطقة ليتل هايتي بميامي عاد السكان ليجدوا حطام المقطورات التي دمرتها العاصفة بعدما نجت المدينة من أشد الرياح المصاحبة لإرما لكنها شهدت فيضانات عارمة.
وعادت ميليدا هيرنانديز (67 عاما) التي فرت من العاصفة إلى كنيسة قريبة إلى منزلها لتجد أن شجرة قسمته من المنتصف.
وأضافت "أردت البكاء لكن هذا هو الحال..هذه هي الحياة".
وقال مسؤولو الولاية وأجهزة المرافق إن الرياح الشديدة قطعت خطوط الكهرباء وتسببت في انقطاع التيار عن نحو 7.3 مليون منزل وشركة في فلوريدا وأماكن أخرى في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وأوقف مطار ميامي الدولي، وهو واحد من أشد المطارات ازدحاما في البلاد، رحلاته ليوم الاثنين على الأقل.
وقالت الشرطة في مقاطعة ميامي-ديد إنها ألقت القبض على 29 شخصا في وقائع سلب ونهب. وقالت شرطة فورت لودرديل إنها اعتقلت 19 شخصا بسبب النهب.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي توم بوسرت إن الأمر قد يستغرق أسابيع قبل عودة سكان أرخبيل فلوريدا كيز، الذي ضربه الإعصار إرما يوم الأحد برياح وصلت سرعتها إلى 209 كيلومترات في الساعة، إلى منازلهم.
وأضاف بوسرت في إفادة دورية بالبيت الأبيض "ستستغرق (العودة إلى) كيز بعض الوقت... أتوقع أن كيز لن تصلح لعودة السكان لمدة أسابيع".
وضرب إرما ولاية فلوريدا بعد اجتياحه منطقة الكاريبي كإعصار نادر من الفئة الخامسة وهو أعلى درجة على مقياس الأعاصير. وأودى الإعصار بحياة 39 شخصا منهم 10 في كوبا.
وحذر موقع جاكسونفيل على الانترنت السكان قائلا "ابقوا في الداخل (داخل المنازل) واصعدوا لأعلى ولا تخرجوا. المياه تغمر المدينة ومن المتوقع سقوط المزيد من الأمطار".
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حضوره مراسم في وزارة الدفاع (البنتاجون) في واشنطن لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 باستجابة كاملة للمتضررين من إرما واستمرار الدعم الاتحادي لضحايا الإعصار هارفي الذي ضرب ولاية تكساس قبل أيام.
وقال ترامب "هذه عواصف لها آثار مدمرة ونحن نحشد الموارد الكاملة للحكومة الاتحادية لمساعدة إخواننا الأمريكيين".
ونجت ميامي كبرى مدن الولاية من معظم أهوال الإعصار لكنها شهدت بعض الأضرار. وخرجت أطقم إدارة المرافق إلى الشوارع لإزالة الأشجار الساقطة وخطوط الكهرباء والهاتف. وأغلقت الشرطة كل الجسور المؤدية إلى شاطئ ميامي.
وقبل قدوم إرما أمرت السلطات نحو 6.5 مليون شخص في جنوب فلوريدا بإخلاء منازلهم وهم تقريبا ثلث سكان الولاية. ويقول مسؤولون اتحاديون إن السلطات تنقل نحو 200 ألف شخص إلى مراكز إيواء.
وقالت تقديرات لشركة (إير ورلدوايد) إن العاصفة ألحقت خسائر في فلوريدا تتراوح من 20 مليار دولار إلى 40 مليار دولار في ممتلكات مؤمن عليها.
وساهم التقدير وهو أقل من توقعات سابقة تصل إلى 50 مليار دولار في حدوث ارتياح في بورصة وول ستريت وكانت أسهم شركات التأمين بين أكبر الرابحين.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)