واشنطن (رويترز) - اعترف واحد من كبار مهندسي برامج الاستجواب القاسية التي أجرتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) إبان عهد جورج بوش الابن بأنه استخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع مشتبه بهم في أنشطة الإرهاب ومنهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001.
وأكد جيمس ميتشل وهو خبير نفسي سابق في القوات الجوية الأمريكية بعض التفاصيل المحددة التي وردت في تقرير أصدرته إحدى لجان الكونجرس الأسبوع الماضي ودافع عن هذه الممارسات قائلا إنه تم انتزاع معلومات مخابرات قيمة رغم أن محققين أكدوا عدم حدوث ذلك.
وقال ميتشل في مقابلة مع فايس نيوز وهي شبكات تلفزيونية عالمية تعمل عن طريق الإنترنت "نعم.. لقد استخدمت أسلوب الايهام بالغرق مع كيه.إس.إم" وهي الحروف اللاتينية الأولى من اسم خالد شيخ محمد.
وقال في المقابلة التي بثت يوم الاثنين "كنت جزءا من فريق أكبر كان يستخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع عدد محدود من المعتقلين".
كانت وكالة المخابرات المركزية قد تعاقدت مع ميتشل وزميله السابق بالقوات الجوية الخبير النفسي بروس جيسن لابتداع "أساليب استجواب معززة" للمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة الذين اعتقلوا بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول وأودعوا سجونا سرية.
ولعب الاثنان أيضا دورا حاسما في إدارة الاستجوابات وتقييمها رغم أنه لم يكن لديهما خبرة سابقة كمستجوبين.
وأقر ميتشل بأنه "كانت هناك بعض الانتهاكات" في "المواقع السوداء" التي كان المعتقلون محتجزين بها. وأكد أنه وجيسن كانا بين المستجوبين الذين أشار إليهم التقرير دون أن يذكر أسماءهم.
وأضاف أن تقرير لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ "اختار" أدلة قدمت صورة مشوهة لبرنامج الاستجواب.
وقال إن إيهام محمد بالإغراق والذي قال التقرير إنه حدث 183 مرة لم يكن فعليا سوى "83 سكبا (للماء) استمر من ثانية إلى عشر ثوان" في كل مرة. وذكر تقرير مجلس الشيوخ أن الجلسات تحولت إلى "سلسلة أقرب إلى الإغراق".
واختلف ميتشل مع ما أكده التقرير من أنه وجيسن حصلا على 81 مليون دولار من عقد شركتهما مع السي.آي.إيه من عام 2005 إلى حين انتهائه في 2009. وقال إن معظم المال ذهب في "نفقات عامة ونفقات تشغيل ودفع رواتب الموظفين".
ونقل عنه قوله "لم أكن أعيش على الكفاف.. لكنه لم يكن 81 مليون دولار". وكان تقرير مجلس الشيوخ قد ذكر أنه وجيسن كانا يتقاضيان ما يصل إلى 1800 دولار يوميا.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)