من جفري هيلر
القدس (رويترز) - تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إجراء انتخابات مبكرة في الوقت الراهن بعد أن تراجع حزب شريك في الائتلاف عن الإطاحة بالحكومة التي تتعلق بالسلطة بأغلبية برلمانية هزيلة.
وفاجأ التغير في موقف نفتالي بينيت، وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي الشريك في الائتلاف، الكثير من المحللين الذين توقعوا استقالته على سبيل الاحتجاج بعد أن رفض نتنياهو مطلب تعيينه وزيرا للدفاع واحتفظ بالمنصب لنفسه.
بذل نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني جهودا أخيرة للحيلولة دون انهيار الحكومة التي أصبحت لها أغلبية بفارق مقعد واحد في البرلمان منذ استقالة أفيجدور ليبرمان من منصب وزير الدفاع الأسبوع الماضي.
وأعلن ليبرمان القومي المتطرف استقالته احتجاجا على ما وصفه بتساهل الحكومة مع النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وسط تصاعد في العنف عبر الحدود.
وفي كلمة بثها التلفزيون علق بينيت على رفض نتنياهو طلبه قائلا "هناك أشياء تكسبها وهناك أشياء تخسرها". ويعتبر منصب وزير الدفاع في إسرائيل ثاني أهم حقيبة وزارية في البلاد.
ولو كان بينيت قد سحب حزبه من الائتلاف الحاكم الهزيل، كما هدد مسؤولو حزب البيت اليهودي، لأصبح نتنياهو رئيسا لحكومة أقلية مما سيجعل إجراء انتخابات مبكرة أمرا مرجحا. والموعد المقرر للانتخابات العامة هو نوفمبر تشرين الثاني من العام المقبل.
وقال بينيت إن حزب البيت اليهودي يسحب كل مطالبه السياسية وسيقف بجانب نتنياهو الذي يتولى رئاسة الوزراء لولاية رابعة.
* تحديات أمنية
حث نتنياهو في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة يوم الأحد شركاءه في الائتلاف على عدم إسقاط الحكومة مشيرا إلى تحديات أمنية لم يحددها تلوح في الأفق وملمحا إلى تحرك ستقوم به إسرائيل في المستقبل ضد أعدائها.
وكرر ذات الأمر في تصريحات أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان قال فيها "معا يمكننا التغلب على أي تحد وضمان أمن إسرائيل".
وتركت تلك التصريحات محللين في الشؤون السياسية والعسكرية في إسرائيل يتساءلون عما إذا كان نتنياهو يعتزم حقا القيام بعمل عسكري جديد في غزة أو ربما ضد مواقع للصواريخ تابعة لجماعة حزب الله في لبنان أم أنه يستخدم نهجا سياسيا سيروق فحسب لقاعدة ناخبيه من اليمين.
وأشار استطلاع للرأي الأسبوع الماضي إن الإسرائيليين غير سعداء بتعامل رئيس الوزراء مع غزة مما أدى إلى تراجع نادر في شعبية نتنياهو.
وقال نتنياهو الذي يتولى رئاسة الوزراء لفترة رابعة في كلمته يوم الأحد "أمامنا عام كامل حتى الانتخابات. نحن في خضم حملة وأنتم لا تنسحبون في منتصف الحملة أو تستغلون المواقف لأغراض سياسية. أمن الدولة يعلو فوق الاعتبارات السياسية".
وأضاف "لن أقول هذا المساء متى سنتحرك وكيف. لدي خطة واضحة. أعلم ما سنفعله ومتى نفعله. وسوف نفعله".
وأشار بينيت إلى كلمة نتنياهو قائلا إنه يريد أن يصدق أن نتنياهو جاد بشأن التهديدات التي تواجهها إسرائيل.
وقال "إذا كان رئيس الوزراء جادا، وأنا أرغب في تصديق ما قاله الليلة الماضية، فإنني هنا لأقول لرئيس الوزراء: إننا نسحب كل مطالبنا السياسية وسنقف بجانبك في هذه المهمة الهائلة حتى تبدأ إسرائيل في الانتصار مرة أخرى".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)