صنعاء، 20 فبراير/شباط (إفي): يتوجه اليمنيون إلى صناديق الاقتراع غدا الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم لمرشح وحيد في انتخابات رئاسية مبكرة تطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح الذي استمر لأكثر من 33 عاما وتنهي أزمة سياسية ضربت البلاد وسط احتجاجات استمرت عاما كاملا ضد نظام صالح.
ولعدم وجود منافس للمرشح الرئاسي وهو نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، تبدو هذه الانتخابات كاستفتاء على شرعية هادي.
ودعت جميع الأحزاب السياسية أنصارها إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخاب المرشح التوافقي هادي.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء أن أكثر من 10 ملايين ناخب مسجلون في سجلات الناخبين في أرجاء البلاد.
ومن المتوقع أن تشهد مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا مع بدء الاقتراع الساعة الثامنة صباحا (0050 بتوقيت غرينتش)، باستثناء مدن الجنوب التي دعت الحركة الجنوبية الانفصالية، وتعرف باسم "الحراك الجنوبي" إلى مقاطعة الانتخابات، ومحافظة صعدة شمال غرب البلاد، التي يسيطر عليها المتمردون الشيعة، والذين أعلنوا أيضا مقاطعتهم للانتخابات.
وحشدت اللجنة العليا للانتخابات أكثر من 89 ألف شخص لإدارة أكثر من 29 ألف مركز اقتراع في أرجاء البلاد.
كما جرى نشر أكثر من 103 ألاف جندي لتأمين تلك المراكز.
ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت غرينتش).
وقال هادي في بيان وجهه للشعب مساء أمس ان مسئولية قيادة البلاد "فرضت" عليه.
وأوضح هادي "ولاعتبارات وطنية وأخلاقية فرض علي تحمل المسئولية في فترة زمنية ملتبسة اختلطت فيها الأوراق وسفح فيها الدم اليمني الطاهر".
وعبر عن تطلعه إلى أن تكون المرحلة المقبلة بمثابة "بوابة انطلاق إلى مستقبل أفضل عنوانه المدنية وقوامه العدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان".
وسيصبح هادي (66 عاما) الذي يحمل رتبة مشير ركن أول رئيس جنوبي لليمن الموحد منذ إعلان الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي في مايو 1990.
ويحظى هادي الذي يشغل منصب نائب الرئيس منذ عام 1994 بقبول لدى أنصار صالح ومعارضيه على السواء، لأنه لم يكن يشارك في صناعة القرار بشكل مباشر أثناء فترة حكم صالح.
ورفعت صور هادي على اللوحات الإعلانية الكبيرة في الشوارع الرئيسية في صنعاء والمدن الرئيسية الكبرى.
وتحمل تلك اللافتات عبارات مثل: "انتخب عبدربه منصور هادي من أجل اليمن" و "معا نبني اليمن الجديد".
ويختلف اليمنيون في تأييدهم لانتخاب هادي، فمنهم من يرى أن ذلك يعني نجاحا للانتفاضة التي استمرت لأكثر من عام، ومنهم من يرى أنها التفاف على تلك الانتفاضة.
ويرى فتحي أبو راس، ناشط حقوقي مناويء لصالح، أن انتخاب هادي مهم لإخراج اليمن من حالة الصراع إلى بر الأمان.
وقال أبو راس لـ(إفي) "هذه الانتخابات ستضع اليمن في المسار الصحيح وتخرجه من الصراع الدائر إلى بر الأمان". وأضاف: "من يؤيد الثورة على صالح عليه أن يشارك في الانتخابات، لأن الإطاحة بصالح أول أهداف ثورتنا".
ويختلف معه محمد الشميري، الذي يقيم في خيمة بساحة الاعتصام "ساحة التغيير" بصنعاء.
ويرى الشميري ان "هذه الانتخابات شكلية، ونظام صالح باق بأكمله بعد الانتخابات". ويتساءل: "ماذا عملنا إذن؟".
وعلى الرغم من المواقف المعلنة لقيادات الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، إلا أن صور هادي رفعت على معظم خيام الاعتصام.
وتقول سماح الموشكي، معلمة في المرحلة الثانوية، ان التصويت لهادي يعني التصويت لنزع الشرعية عن الرئيس صالح.
وقالت: "من يصوت لهادي فإنه يصوت لخروج صالح من الحكم، ومن يقاطع فإنه يعزف عن المساهمة في التغيير. (إفي)