مدريد، 13 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): "الثالثة ثابتة".. مقولة من المؤكد أن المرشح المحافظ لرئاسة الحكومة الإسبانية المعارض، ماريانو راخوي، يأمل في أن تنجح معه خلال الانتخابات العامة التي ستجرى في 20 من الشهر الجاري بعدما فشل بها مرتين من قبل.
غير ان راخوي يتمتع هذه المرة بدعم كبير اظهرته استطلاعات الرأي التي تجعله أقرب من تحقيق هدفه ومقتنعا بأنه المرشح الجدير بالثقة الذي تحتاجه البلاد للخروج من الأزمة.
ويخوض راخوي هذه الانتخابات كمرشح عن الحزب الشعبي، بعدما خسرها عامي 2004 و2008 أمام الأشتراكي رئيس الحكومة الحالي خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو.
وتعكس شخصية راخوي، نائب رئيس الحكومة الأسبق خوسيه ماريا أثنار (1996-2004) والوزير الاسبق الذي شغل حقائب الإدارات العامة والتعليم وشئون الرئاسة والداخلية، فضلا عن عمله كمتحدث باسم الحكومة، صورة للزعيم الهادئ والمعتدل والحكيم الذي يتقدم للانتخابات بخبرة مسبقة.
ويعد الاقتصاد والبطالة، المتمثلة في حوالي خمسة ملايين عاطل عن العمل بإسبانيا، هما أساس حملته الانتخابية وقد أعلن أنه في حال تولى الحكومة، فإنه سيطبق خلال الأيام الـ100 الاولى من ولايته قانون استقرار الميزانية واتفاقية تقشف إقليمية وقانون يتعلق بالشفافية والحكم الرشيد والوصول إلى المعلومات العامة.
ويحصر راخوي الخيارات التي ستكون أمام الإسبان في 20 من الشهر الجاري بين "الاستمرار أو التغيير"، بمعنى إما اختيار حكومة اشتراكية جديدة بعد ثمانية أعوام لم يتمكن خلالها الأشتراكيون من إدارة الأزمة، أو التغيير المتمثل في الحزب الشعبي.
ولمكافحة الأزمة التي يواجهها الاقتصاد الإسباني، تعهد راخوي بتشكيل حكومة "شجاعة وحكيمة"، لم يكشف عن نواياه بشأنها حتى الآن.
وتصب استطلاعات الرأي في صالح راخوي بما فيها التي اعلنت انتصاره في المناظرة المباشرة الوحيدة مع منافسه المرشح الأشتراكي، ألفريدو بيريث روبالكابا، والتي اجريت الاثنين الماضي.
يذكر أن راخوي ولد في 27 مارس/آذار عام 1955 في مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا بإقليم جاليثيا شمالي إسبانيا ويحمل ليسانس القانون، وقد بدأ حياته السياسية وهو شاب على يد الزعيم المحافظ الشهير، مانويل فراجا، مؤسس الحزب الشعبي.
ويصف راخوي، المتزوج ولديه ابنين، نفسه بـ"الرجل ذو الكلمة والحساس والفخور بانتمائه لإقليم جاليثيا ولإسبانيا".
ويمتلك صفات من ينتمون لإقليم جاليثيا الذين يقال عنهم إنه "من المستحيل معرفة ماذا يفكرون من إجاباتهم"، ولكن للاشتراكيين رأي آخر، حيث يعتقودن انها ليست مسألة شخصية وإنما عملية لإخفاء نواياه الحقيقية لأنه وفقا لمنافسه الرئيسي روبالكابا "فإنه إذا أفصح عما يدور في ذهنه فلن يعطيه حتى ناخبوه أصواتهم".
ويتهم الاشتراكيون راخوي أيضا بتولي دور المعارض بشكل غير مسئول وخاصة خلال العامين الأخيرين بالأزمة، وبالامتناع عن مساعدة الحكومة للدفاع عن صورة إسبانيا بالخارج.
وبرغم السنوات الطويلة التي كرسها للسياسة، فإن مشوار راخوي الحقيقي بدأ في سبتمبر/أيلول عام 2003 بعدما عينته اللجنة التنفيذية في الحزب الشعبي خليفة لأثنار في رئاسة الحزب.
وبعد هزيمته الثانية أمام ثاباتيرو في 2004 ، أظهر راخوي شخصيته القوية للتغلب على الأزمة الداخلية الخطيرة بالحزب الشعبي حيث طالبت قياداته بتغيير الإدارة وشككت في زعامته.
ولكن راخوي قاوم بفضل الفريق الذي كان يقف لجواره وعلى رأسه سيدتان هما ماريا دولوريس دي كوسبيدال، التي تعد بمثابة الرجل الثاني في الحزب والرئيسة الإقليمية الحالية لكاستيا لا مانتشا، وسورايا سانث دي سانتاماريا، المتحدثة البرلمانية باسم الحزب.
ومن الناحية الشخصية يعشق راخوي الرياضة وخاصة الدراجات وكرة القدم، ويهوى قراءة الروايات التاريخية وسماع موسيقى السبعينيات، كما يحب التدخين.
وتعرض راخوي للموت مرتين، الأولى وهو في الـ27 من عمره في حادث سيارة خطير اجبره على إطالة لحيته ليخفي الندبات التي خلفها له، والثاني في الأول من ديسمبر/كانون أول عام 2005 في حادث مروحية كان يسافر بها في مدريد مما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة.
وقد تعهد راخوي في حملته الانتخابية على محاولة "إعادة السعادة" إلى الإسبان، على أمل أن يصل هذه المرة إلى "قصر مونكلوا"، المقر الرسمي لرئيس الحكومة الإسبانية.(إفي)