لابلاتا (الأرجنتين)، 30 مارس/آذار (إفي): وجه الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز مجددا اتهاما لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بأنه يريد قتل العقيد الليبي معمر القذافي للاستيلاء على ثروات النفط في الدولة العربية مثل "مصاصي الدماء".
وخلال احتفال أقيم بجامعة مدينة لابلاتا الأرجنتينية وحضره الرئيس الفنزويلي في إطار زيارته إلى هذه الدولة الثلاثاء، قال شافيز "هناك وقاحة شديدة تجعلهم يتخذون من حماية حياة شعب ما ذريعة لإطلاق القنابل عليه، هذا يمثل قمة الوقاحة أن تهدم البلاد من أجل نزوة عدد قليل من الجماعات".
كما انتقد شافيز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة حيث وصفه بأنه "فاز بشكل غريب بجائزة نوبل للسلام.. كما تسلم واشنطن وهي مشاركة في عدة حروب وواصل المسيرة، والآن شن حربا جديدة ضرب فيها بحقوق الانسان عرض الحائط وأدت إلى قتل الأبرياء".
وخلال تكريمه في الجامعة الأرجنتينية بصفته مروجا للصحافة الشعبية، أضاف شافيز: "لقد جاء أوباما إلى أمريكا الجنوبية ومن هنا أصدر أمرا بقصف ليبيا"، كما ذكر كلمات للزعيم الكوبي فيدل كاسترو كان قد حذر فيها من هجوم وشيك للناتو على ليبيا.
وأكد الرئيس الفنزويلي أن "أوروبا لا توجد بها نقطة نفط بينما تتمتع ليبيا باحتياطي كبير من الذهب الأسود.. والآن باتوا يتوقون للبترول كمصاصي الدماء سواء في ليبيا أو خارجها لمواصلة نمط حياتهم المبني على التلوث والهدم والذي يهدد بانتهاء حياة الانسان".
ويرى شافيز أن ما يحدث في ليبيا بمثابة "تهديد للعالم أجمع، نظرا لأن من يشنون الهجوم على هذه الدولة العربية هم أصحاب الهيمنة داخل منظمة لأمم المتحدة، فهم يختارون دولة ما ويقومون بتوليد نزاع داخلي فيها ينجم عنه العنف لكي يفتحوا المجال أمامهم فيما بعد".
وأوضح أنه على الرغم من عدم تأييده لكافة أفكار القذافي، إلا أنه من الضروري احترام سيادة الشعب الليبي وحياة الانسان.
وأكد "لا أحد يتصف بالشرف يمكن أن يطالب بقصف وطنه"، وفي هذا الصدد انتقد الفنزويليين المناصرين "لغزو فنزويلا من قبل اليانكي" للإطاحة بحكومته.
وتساءل "إلى أي مدى سيصل جنون الإمبريالية؟، لذا علينا أن نندد به وسوف أشجبه أينما ذهبت، وسأواصل التنديد بأهداف الإمبريالية لكي أنقذ الحياة على هذا الكوكب والسلام في العالم".
يذكر أن ليبيا تشهد انتفاضة شعبية اندلعت في 17 من الشهر الماضي بمختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بسقوط نظام القذافي الحاكم منذ أكثر من 40 عاما، ولكن كتائب القذافي استخدمت العنف لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى مواجهات مسلحة بين القوات الموالية له وتلك التابعة للثوار.
وكانت قوات التحالف الدولي قد بدأت الأسبوع الماضي عملية عسكرية تستهدف القوات والبنى التحتية التابعة للعقيد الليبي، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي ينص على إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام "كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين". (إفي)