يستهل الاقتصاد الأمريكي اليوم الخميس من خلال إصدار بيانات تتعلق بأداء قطاع العمل، قبيل يوم واحد من صدور تقرير الوظائف الأمريكي، في حين سيتزامن ذلك الإعلان مع صدور بيانات تتعلق بالإنتاجية وتكاليف وحدة العمل، علماً بأن الاقتصاد الأمريكي يواصل إصدار بيانات تؤكد على "اعتدال" عجلة النمو، وسط "اعتدال" وتيرة الأنشطة الاقتصادية ضمن الاقتصاد الأكبر في العالم خلال الآونة الأخيرة.
فسيصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي القراءة الأولية لمؤشر الإنتاجية في القطاعات الغير زراعية عن الربع الرابع من العام الماضي، حيث من المتوقع أن يرتفع المؤشر بنسبة 0.8 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 2.3 بالمئة، في حين تشير التوقعات ذاتها إلى أن القراءة الأولية لمؤشر تكاليف وحدة العمل ستظهر ارتفاعاً عن الربع الرابع من العام الماضي بنسبة 0.8 بالمئة، بالمقارنة مع قراءة الربع الثالث من العام الماضي والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 2.5 بالمئة.
ومن ناحية أخرى فقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم أمس الأربعاء مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص ليحصل المستثمرون بذلك على نظرة حيال ما آلت إليه الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي، كما وأعطاهم تقرير الأمس قراءة مبدئية عن الأرقام التي سيصدر بها تقرير الوظائف يوم غد الجمعة.
إلا أن الأنباء خيّبت آمال المستثمرين إثر صدورها بأدنى من التوقعات، حيث أظهر المؤشر بأن القطاع الخاص نجح في خلق 170 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر كانون الثاني/يناير، بالمقارنة مع قراءة شهر كانون الأول/ديسمبر والتي بلغت 292 ألف وظيفة، وبأدنى من التوقعات التي بلغت 182 الف فرصة عمل.
أما اليوم فسيشهد صدور بيانات أسبوعية، تصدر بشكل دوري عن قطاع العمل الأمريكية، وبصفتها تصدر بشكل أسبوعي فهي شديدة التأرجح والتقلب، حيث سيصدر عن قطاع العمل اليوم قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في 28 من كانون الثاني/يناير، لتشير التوقعات إلى أن وتيرة تقديم الطلبات تراجعت بشكل طفيف لتصل إلى 371 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 377 ألف طلب، أما طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 14 من كانون الثاني/يناير، فمن المتوقع أن تنخفض لتصل إلى 3535 الف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 3554 ألف طلب.
وتقف معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية عند أعلى مستوى لها في أكثر من 25 عام على الرغم من انخفاضها في كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى 8.5%، حيث تقف معدلات البطالة ضمن الاقتصاد الأمريكي كالشوكة في حلة عجلة التعافي والانتعاش، ولا بد لنا من الإشارة إلى أننا لن نشهد تقدماً قوياً في عجلة التعافي والانتعاش الأمريكية، ما لم يتم السيطرة على مستويات البطالة المرتفعة.
وكان البنك الفدرالي الأمريكي قد أطلق في آخر اجتماعاته توقعات جديدة حيال معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توقع الفدرالي الأمريكي ان معدلات البطالة قد تنحصر بين 8.2 – 8.5% مقابل 8.5 – 8.7% خلال العام 2012، في حين قد تنخفض معدلات البطالة خلال العام 2013 لتنحصر بين 7.4 – 8.1% مقابل التوقعات السابقة والتي بلغت 7.8 – 8.2%، وأخيراً توقع الفدرالي بأن معدلات البطالة خلال العام 2014 ستنحصر بين 6.7 – 7.6% مقابل التوقعات السابقة والتي بلغت 6.8 – 7.7%.
وقد حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية تغيراً بسيطاً قبيل افتتاح جلسة اليوم، في ظل ترقب بيانات قطاع العمل، حيث انخفضنخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بأقل من 0.1 بالمئة وبواقع 4 نقاط ليصل إلى مستويات 12649 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة هو الآخر بأقل من 0.1 بالمئة ليصل إلى مستويات 1319.7 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 11:18 صباحاً بتوقيت لندن).