سامرونج (كمبوديا)، 29 أبريل/نيسان (إفي): بدأ عشرات الآلاف من النازحين الكمبوديين بسبب النزاع الحدود مع تايلاند في التعرض لمشكلات صحية، نظرا للافتقار للمياه الصالحة للشرب والنظافة، وفق ما ذكرته مصادر صحية.
ولا يزال 36 الف نازح مقيمن في معسكرات بدور عبادة ومدارس بمدنية سامرونج، الواقعة على بعد 30 كلم من معبدي (تا موين) و(تا كواي) الحدوديين، منذ بدء الاشتباكات بين البلدين قبل اسبوع.
وذكر مصدر طبي من مركز صحي في سامرونج ان اغلب هؤلاء النازحين يعانون من الاسهال، لانهم يشربون المياه دون غليها، واشار الى انتشار كثير من العدوى بينهم.
وكانت المعارك الحدودية بين تايلاند وكمبوديا، التي بدأت يوم الجمعة الماضي بالقرب من المعبدين المتنازع عليهما، قد اسفرت عن مقتل 16 فردا بينهم مدني، وسقوط العشرات من الجرحى، علاوة على نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من الجانبين.
كما يحتمي بعض المزراعين النازحين من الامطار التي سقطت على البلاد خلال الايام الاخيرة في جراراتهم الصغير، او في خيام من القماش او البلاستيك، في ظل اوضاع معيشة عسيرة.
وكان جندي تايلاندي قد لقي مصرعه فجر اليوم في اشتباكات حدودية جديدة بين الجانبين، فيما اعتبر خرقا لوقف اطلاق النار الذي اتفق عليه الجانبان امس.
وتبادلت مصادر من البلدين الاتهامات ببدء إطلاق النيران هذا الفجر، على غرار ما فعله البلدان بشأن مسئولية بدء المعارك الجمعة الماضية.
وكان وزير الخارجية الإندونيسيي ومبعوث رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مارتي ناتاليجاوا قد الغى رحلته المقررة للمشاركة كوسيط في محادثات بين البلدين، على خلفية تجدد الاشتباكات.
وحتى الآن ترفض تايلاند التدخل الدولي في الصراع في حين طالبت كمبوديا بمساعدة الأمم المتحدة و(آسيان).
وتعد هذه المواجهات الأولى بين الجانبين منذ مطلع فبراير/شباط الماضي عندما لقي ثمانية أشخاص، بينهم مدنيون، حتفهم وأصيب العشرات في مواجهات بين الجيشين التايلاندي والكمبودي استمرت أربعة أيام.
وكانت حدة التوتر بين كمبوديا وتايلاند قد ارتفعت منذ عام 2008 عندما أدرجت منظمة "اليونسكو" معبد (برياه فيهير)، الذي يعود تاريخه للقرن الحادي عشر، ضمن قائمة التراث العالمي بأراضي كمبوديا.
وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي قد أقرت في عام 1962 أن الأرض المقام عليها المعبد هي أرض ملك لكمبوديا.
وتعترف تايلاند بقرار محكمة العدل الدولية، ولكن تطالب بفرض سيادتها على منطقة مساحتها 6.4 كلم مربع واقعة حول المعبد. (إفي)