من سام أونج مون وييمو لي
يانجون (رويترز) - قال متحدث باسم جماعة جيش استقلال كاتشين المتمردة يوم الجمعة إن القتال بين قوات ميانمار والجماعة في شمال شرق البلاد النائي يمكن أن يتصاعد الأمر الذي يفاقم أزمة إنسانية شردت أكثر من 4000 شخص هناك.
وجيش استقلال كاتشين واحد من أقوى الجماعات المتمردة في ميانمار واشتبك بشكل منتظم مع قوات الحكومة في المنطقة الجبلية المتاخمة للصين والهند منذ 2011 عندما انهار اتفاق لوقف إطلاق النار استمر 17 عاما.
وتقول منظمات المجتمع المدني العاملة في كاتشين إن الصراع تصاعد منذ أوائل أبريل نيسان مما تسبب في فرار أكثر من 4000 شخص من ديارهم.
وقال المتحدث كول ناو بو لرويترز إن أنباء أفادت بوقوع اشتباكات في تسع بلدات من بين 18 بلدة في المنطقة التي أرسل إليها جيش ميانمار نحو 2000 من قوات المشاة وطائرات مقاتلة وأخرى هليكوبتر لمحاربة جيش استقلال كاتشين.
وقال المتحدث "الجيش يرسل مزيدا من القوات... ولذلك ستزداد ضراوة القتال".
وأضاف "يمكن أن يزيد عدد اللاجئين ويمكن أن يواجهوا المزيد من التحديات".
ووصف الاشتباكات بأنها الأشد منذ أن بدأ جيش استقلال كاتشين قتال قوات الحكومة في أوائل الستينيات.
ورفض بو الإدلاء بتفاصيل عن الضحايا في صفوف قوات جيش استقلال كاتشين أو أماكن انتشارها. ولم يرد مسؤولون في جيش ميانمار وحكومتها المدنية على طلبات من رويترز للتعليق.
وحثت منظمات الإغاثة الحكومة على السماح لعمالها بالوصول إلى قرية أونج لاوت حيث حوصر نحو 2000 شخص في غابة نائية ولا تصل إليهم مساعدات إنسانية منذ نحو أسبوعين.
وقال جوم شا أونج وهو مسؤول في ائتلاف للمنظمات الإنسانية العاملة في كاتشين "كلما مر الوقت صار الوضع أصعب بالنسبة لهم. ومعظم الناس من كبار السن والنساء والأطفال".
وقالت السفارة الأمريكية في يانجون إنها "قلقة للغاية" إزاء تصاعد القتال في كاتشين.
وفي رسالة عبر تويتر يوم الجمعة حثت السفارة الحكومة والجيش على "حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدة الإنسانية" للمتضررين من الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
وهذا الأسبوع حث ائتلاف لمنظمات الإغاثة يضم 32 منظمة في كاتشين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إحالة ميانمار إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب موت ونزوح مدنيين في الآونة الأخيرة في مناطق عمليات الجيش.
والتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الأقليات العرقية في ميانمار كان الأولوية الأولى لزعيمة البلاد أونج سان سو كي لكن الدولة ذات الأغلبية البوذية شهدت أسوأ قتال مع المتمردين منذ أن تولت السلطة في 2016.
وتوارت التغطية الإعلامية لمساعي إنهاء الحرب الأهلية بسبب محنة قرابة 700 ألف لاجئ من مسلمي الروهينجا الذين فروا إلى بنجلادش.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)