الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

المالكي يتخلى اخيرا عن تمسكه بمنصبه ويمهد الطريق لحكومة جديدة

تم النشر 15/08/2014, 10:48
المالكي يتخلى اخيرا عن تمسكه بمنصبه ويمهد الطريق لحكومة جديدة

من رحيم سلمان ومايكل جورجي

بغداد (رويترز) - أذعن نوري المالكي اخيرا لضغوط من داخل العراق وخارجه يوم الخميس وتنحى عن منصبه كرئيس للوزراء مما يمهد الطريق لحكومة ائتلافية جديدة يأمل العالم والقوى الاقليمية أن تتمكن من وقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يهددون بغداد.

وأنهى المالكي ثمانية أعوام من حكمه وأيد تعيين حيدر العبادي خلفا له وذلك في كلمة تلفزيونية كان يقف خلالها بجانب العبادي وتحدث فيها عن التهديد الخطير الذي يمثله متشددو تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مناطق كبيرة في شمال العراق.

وقال المالكي "أعلن امامكم اليوم ولتسهيل سير العملية السياسية ولتشكيل الحكومة الجديدة سحب ترشيحي لصالح الاخ الدكتور حيدر العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد."

وإعلان المالكي سيرضي على الأرجح الأقلية السنية التي هيمنت على العراق خلال حكم صدام حسين لكنها تعرضت للتهميش على يد المالكي الذي كان شخصية غير معروفة نسبيا عندما تولى السلطة عام 2006 بدعم أمريكي قوي.

وقاوم المالكي على مدى شهور ضغوطا من السنة والأكراد وبعض اقرانه الشيعة وإيران والولايات المتحدة للتنحي. وكان يصر على حقه في تشكيل حكومة جديدة وفقا لنتائج الانتخابات البرلمانية التي اجريت في اواخر ابريل نيسان.

وأثار تشدد موقفه المخاوف من حدوث صراع عنيف على السلطة في بغداد. ولكن مع تراجع التأييد له بشكل واضح أبلغ قادته العسكريين بالابتعاد عن السياسة.

وقال "لقد استبعدت منذ البداية خيار استخدام القوة لعدم ايمانى بهذا الخيار الذى لاشك فى انه سيعيد العراق الى عهود الدكتاتورية والقمع والاستبداد الا فى مواجهة الارهاب والارهابيين والمتجاوزين على ارادة الشعب ودمه ومصالحه."

وكان حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي أعلن يوم الأربعاء دعمه العلني للعبادي وطلب من المشرعين العمل معه لتشكيل حكومة جديدة.

وأعلن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تأييده الشخصي للعبادي ونأى بنفسه عن المالكي.

وأشادت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس بقرار المالكي دعم العبادي وأشارت إلى تعهد قطاع واسع من الزعماء من مختلف انحاء الطيف السياسي العراقي بمساعدة العبادي في تشكيل حكومة لا تقصي أحدا.

وقالت رايس في بيان "هذه تطورات مشجعة نأمل في ان تضع العراق على مسار جديد وتوحد شعبه ضد التهديد الذي يمثله (تنظيم) الدولة الإسلامية في العراق والشام..ستظل الولايات المتحدة ملتزمة بشراكة قوية مع العراق والشعب العراقي."

ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قرار المالكي بانه "مهم وجدير بالاحترام" وقال إن "الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للشراكة مع حكومة جديدة لا تقصي أحدا لمواجهة هذا التهديد" من الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول أمريكي إنه فور أن خلص العراقيون أنفسهم إلى ضرورة رحيل المالكي حثت واشنطن الساسة العراقيين على اتخاذ خطوات مثل التصديق على نتائج الانتخابات واختيار رئيس للوزراء لكنه أضاف انها لم تؤيد ترشيحات معينة.

وينظر إلى العبادي على انه شيعي معتدل ولديه فرصة جيدة لتحسين العلاقات مع السنة. لكنه يواجه تحديا يتمثل في ايقاف تقدم مسلحي الدولة الإسلامية الذين اجتاحوا مناطق كبيرة من العراق.

وقبل اعلان المالكي قال محافظ الانبار وهي محافظة تمثل معقلا سنيا في العراق إنه تلقى وعدا بدعم أمريكي في معركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية مما يعيد تحالفا ساعد في احباط تهديد سني متشدد سابق من تنظيم القاعدة.

وقال أحمد خلف الدليمي إن طلبه الذي قدم في اجتماعات مع دبلوماسيين أمريكيين وضابط عسكري كبير تضمن دعما جويا ضد المقاتلين الذين شددوا قبضتهم على مساحات واسعة في محافظته الصحراوية وفي شمال غرب العراق.

ومن شأن خطوة كهذه أن تنعش التعاون بين العشائر السنية والسلطات التي تقودها الشيعة والقوات الأمريكية التي كان لها الفضل في التصدي لتنظيم القاعدة في العراق قبل عدة أعوام.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية هونت من بيان الدليمي.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف للصحفيين في واشنطن "واصلنا الاجتماع مع عدد من المسؤولين للتحدث بشأن الاحتياجات المطلوبة-الاحتياجات الأمنية- لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في كل مكان."

وسئلت ان كان ما قاله الدليمي صحيحا بأن الولايات المتحدة قدمت مثل هذا التعهد فقالت هارف انه ليس لديها اي تفاصيل. وأضافت "نجري محادثات بشأن الطبيعة التي يجب ان تكون عليها (أي مساعدة أمنية) في المستقبل لكن لا شيء محدد بخلاف ذلك."

وقال مسؤول دفاعي أمريكي "لم نبلغ بأي طلب من هذا القبيل ولا توجد اي خططط لدعمهم."

وقال المحافظ الدليمي في مقابلة عبر الهاتف "هدفنا الرئيسي هو الاسناد الجوي.. التكنولوجيا التي يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأمورا أخرى نحن بحاجة إليها.

"لم يحدد تاريخا لذلك ولكن قريبا جدا سيكون هنالك وجود للأمريكان في الصحراء الغربية."

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس إن القوات الأمريكية التي كانت تنوي اجلاء لاجئين من شمال العراق غادرت المكان بعد أن أدت الغارات الجوية الأمريكية واسقاط المساعدات إلى كسر "الحصار على جبل سنجار" الذي لجأ اليه الالاف من افراد الأقلية اليزيدية هربا من المتشددين.

وقال أوباما إن بعض الأمريكيين الذين أرسلوا إلى هناك لاعداد خطط لاجلاء اليزيديين سيغادرون العراق قريبا.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على اجزاء كبيرة من سوريا واستغل مكاسبه في سوريا والتوتر الطائفي في العراق للسيطرة على الفلوجة والرمادي عاصمة محافظة الانبار في وقت سابق هذا العام.

وعلى عكس تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن الذي وضع عينه على تدمير الغرب فتنظيم الدولة الاسلامية له أهداف تتعلق بالأراضي ويرمي الى اقامة خلافة اسلامية ويستشيط غضبا من اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 بين بريطانيا وفرنسا التي قسمت الامبراطورية العثمانية ورسمت الحدود الحالية بين الدول العربية.

وأتاحت التضاريس الوعرة للمتشددين نوعا من الحماية من الجيش وقوات الأمن. وسيكون الاستيلاء على بغداد صعبا بسبب وجود قوات خاصة وآلاف من افراد الميليشيات الشيعية الذين أبطأوا تقدم الدولة الاسلامية في أماكن أخرى.

لكن الحصول على موطئ قدم على مقربة من العاصمة قد يسهل للتنظيم تنفيذ تفجيرات انتحارية ويزيد التوترات الطائفية ويزعزع استقرار العراق.

وقالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية احتشدوا امس الخميس قرب بلدة قرة تبة العراقية الواقعة على بعد 120 كيلومترا إلى الشمال من بغداد في محاولة فيما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية.

ويشير تحرك مقاتلي الدولة الإسلامية حول بلدة قرة تبة إلى أنهم اكتسبوا مزيدا من الثقة ويسعون للسيطرة على المزيد من الأراضي القريبة من العاصمة بعدما توقفوا في تلك المنطقة.

© Reuters. المالكي يتخلى اخيرا عن تمسكه بمنصبه ويمهد الطريق لحكومة جديدة

وقال أحد المصادر الأمنية "تحشد الدولة الإسلامية مقاتليها بالقرب من قرة تبة ويبدو أنهم سيوسعون جبهة قتالهم مع المقاتلين الأكراد."

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أشرف صديق)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.