جنيف (رويترز) - قال أكبر مسؤول من الأمم المتحدة في اليمن إن التحالف الذي تقوده السعودية قتل 109 مدنيين في اليمن في غارات جوية على مدى الأيام العشرة الماضية ومن بينهم 54 في سوق مزدحمة و14 من عائلة واحدة في مزرعة.
ووصف جيمي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة باليمن الحرب بأنها لا طائل منها وغير عقلانية، في انتقاد مباشر غير معتاد للحرب التي يخوضها التحالف المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين ضد جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران.
وأدان التحالف الذي تقوده السعودية الاتهامات وقال إن المعلومات التي استندت إليها تفتقر إلى المصداقية وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية عن تعليقات مكجولدريك "الذي ظهر فيه منحازا للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
وقال مكجولدريك في بيان مستندا إلى تقارير مبدئية من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن غارات جوية قصفت سوقا مزدحمة في قرية الحيمة بمديرية التعزية بمحافظة تعز يوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل 54 شخصا وإصابة 32 آخرين.
ووفقا للتقارير فإن ثمانية من القتلى وستة من المصابين أطفال.
وفي نفس اليوم أسفرت غارة جوية على مزرعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة عن مقتل 14 شخصا، وأسفرت غارات جوية في مناطق أخرى عن مقتل 41 مدنيا آخرين وإصابة 43 على مدى الأيام العشرة الماضية.
وقال مكجولدريك "هذه الحوادث تثبت الاستخفاف التام بالحياة الإنسانية الذي تواصل كل الأطراف بما في ذلك التحالف بقيادة السعودية إظهاره في هذه الحرب غير العقلانية التي لم تسفر إلا عن دمار البلد ومعاناة هائلة لشعبه الذي يُعاقب في إطار حملة عسكرية لا طائل منها ينفذها الطرفان".
وأضاف أن على الأطراف المتحاربة تجنب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقا للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم التحالف في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "هذا البيان يخلق حالة من الشك المستمر حول المعلومات والبيانات التي تعتمد عليها الأمم المتحدة ويطعن في مصداقيتها".
وأضاف البيان "وإذ يستنكر المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف هذا الموقف المنحاز فإنه يؤكد الحاجة إلى أن تراجع الأمم المتحدة آلية العمل الإنساني وكفاءة موظفيها العاملين في اليمن ومراقبة أدائهم مجددا".
ولا تملك الأمم المتحدة تقديرات محدثة لعدد القتلى في اليمن لكنها قالت في أغسطس آب 2016 استنادا إلى مراكز طبية إن عشرة آلاف شخص على الأقل قتلوا.
وتقول المنظمة إن اليمن يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم إذ يعيش نحو ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة وأصيب مليون شخص بالكوليرا فضلا عن انهيار الاقتصاد في البلد الذي كان يوصف حتى قبل الحرب بأنه أحد أفقر البلدان العربية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)