من أندريس جوانثاليث وأنجوس بيرويك وكارلوس روانو
برشلونة (رويترز) - ذكرت صحيفتا إل باييس وإل بيريوديكو الإسبانيتان يوم الجمعة أن سائق السيارة الفان التي دهست حشودا في برشلونة يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة العشرات كان أحد خمسة أشخاص قتلتهم الشرطة بالرصاص في منتجع كامبريلس الساحلي في إقليم قطالونيا بعد الهجوم بساعات.
ولم تتأكد تلك الأنباء بشكل رسمي بعد.
وفي وقت سابق قال خوسيب لويس ترابيرو قائد شرطة إقليم قطالونيا الواقع شمال شرق البلاد إن من المحتمل أن يكون السائق بين من قتلوا لكنه لم يؤكد ذلك.
وترك السائق السيارة الفان التي نفذ بها الهجوم وفر يوم الخميس بعد أن قادها بسرعة فائقة وفي مسار متعرج في منطقة مخصصة للمارة في لاس رامبلاس أشهر شوارع برشلونة مخلفا أعدادا من القتلى والجرحى.
والهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي استخدم فيها متشددون في أنحاء أوروبا مركبات لتنفيذها على مدى 13 شهرا مضت وهي وسيلة غير معقدة لكنها مميتة ومن المستحيل تقريبا منعها وتسببت حتى الآن في مقتل نحو 130 شخصا في فرنسا وألمانيا وبريطانيا والسويد وإسبانيا.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية إن منفذي الهجوم كانوا يلبون دعوته لشن هجمات على الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وبعد ساعات من واقعة الدهس قتلت الشرطة خمسة أشخاص بالرصاص في منتجع كامبريلس الذي يبعد 120 كيلومترا عن برشلونة على الساحل الإسباني بعد أن قادوا سيارتهم نحو مارة وضباط شرطة.
وقالت الشرطة إن المهاجمين الخمسة كان بحوزتهم فأس وسكاكين في سيارتهم وكانوا يرتدون أحزمة ناسفة مزيفة.
وقتلت إسبانية في واقعة كامبريلس فيما أصيب عدد من المدنيين وشرطي.
* اعتقال أربعة
اعتقلت الشرطة أربعة أشخاص فيما يتعلق بالهجمات ثلاثة مغاربة والرابع إسباني من جيب مليلية وفقا لما ذكره ترابيرو. وتتراوح أعمار المعتقلين بين 21 و34 عاما وليس لدى أي منهم سوابق بأنشطة متعلقة بالإرهاب.
وقال مصدر قضائي إن السلطات أصدرت مذكرات اعتقال بحق أربعة أشخاص آخرين فيما يتعلق بالهجومين لكنه رفض الكشف عن أسمائهم.
وقالت صحيفة لا فانجارديا التي تصدر في برشلونة إنها حصلت على وثيقة من داخل التحقيق تظهر أن الأربعة الذين تسعى السلطات لاعتقالهم جميعهم من أصل مغربي وتتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاما.
وقال مصدر بالشرطة إن أحد من تسعى الشرطة لاعتقالهم يدعى موسى أوكابير دون توضيح دوره. لكن تقارير في وسائل إعلام إسبانية قالت إن عمره نحو 17 أو 18 عاما ومن أصل مغربي وهو الأخ الأصغر لأحد من اعتقلوا أمس الخميس.
وأرسل العاهل المغربي الملك محمد السادس تعازيه إلى إسبانيا وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي هاتفيا من على متن طائرته الرئاسية.
وقال ترابيرو إن هجومي قطالونيا تم التخطيط لهما منذ فترة من أشخاص ينشطون في بلدة ألكانار جنوب غربي برشلونة. وشهدت تلك البلدة انفجارا في منزل قبيل منتصف ليل الأربعاء تربطه الشرطة الآن بالهجومين.
* الأسوأ منذ 2004
أسقط الهجوم أكبر عدد من القتلى في إسبانيا منذ مارس آذار 2004 عندما وضع إسلاميون متشددون قنابل في قطارات ركاب في مدريد مما أسفر عن مقتل 191 شخصا وإصابة أكثر من 1800 آخرين.
ومن بين 126 مصابا سقطوا في برشلونة وكامبريلس لا يزال هناك 65 مصابا في المستشفى و17 آخرين حالتهم حرجة. وكان القتلى والمصابون من 34 دولة من بينها فرنسا وألمانيا وباكستان والفلبين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن أمريكيا من بين القتلى وقالت وسائل إعلام إسبانية إن عددا من الأطفال قتلوا أيضا.
وقال مصدر قضائي إن المحققين يعتقدون أن ثمانية أشخاص على الأقل، وقد يصل عددهم إلى 12 شخصا، ربما شكلوا خلية نفذت هجوم برشلونة ومؤامرة كامبريلس وخططت لاستخدام أسطوانات غاز.
ومع بدء إسبانيا ثلاثة أيام من الحداد وضع الناس باقات الزهور وأشعلوا الشموع تكريما للقتلى في شارع لاس رامبلاس. وزار راخوي والملك فيليب الميدان الرئيسي في برشلونة على مقربة من موقع الحادث للوقوف دقيقة صمت حدادا على القتلى.
وعبر قادة أجانب عن إدانتهم للهجومين وتعاطفهم مع إسبانيا منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والبابا فرنسيس ووزير الداخلية البولندي.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)